responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 65


أنه ليس في العالم واحد البتة وقد قدمنا ببرهان ضروري آنفا أنه لا بد من وجود الواحد فإذا لا بد من وجوده وليس هو في شيء من العالم البتة فهو إذا بالضرورة شيء غير العالم فإذ ذلك كذلك فبالضرورة التي لا محيد عنها فهو الواحد لأول الخالق للعالم إذ ليس يوجد بالعقل البتة شيء غير العالم إلا خالقه فهو الواحد الأول الله لا إله إلا هو الذي لا يتكثر البتة أصلا لا بعدد ولا صفة ولا بوجه من الوجوه لا واحد سواه البتة ولا أول غيره أصلا ولا مخترع فاعلا خالقا إلا هو وحده لا شريك له وإنما قلنا في كل فرد في العالم وهو الذي يسمى في اللغة عند العدو واحد على المجاز أنه كثير بمعنى أنه يحتمل أن يقسم وأن له مساحة كثيرة الأجزاء فإذا قسم ظهرت الكثرة فيه وأما ما لم يقسم فهو يعد فردا حقيقيا وقد ذكرنا برهان وجوب احتمال الانقسام لكل جزء في العالم في آخر كتابنا هذا ببراهين ضرورية لا محيد عنها وبالله تعالى التوفيق فإن قال قائل فما تقول في الباء والتاء والثاء وسائر حروف الهجاء أليس كل واحد منها واحدا لا ينقسم قيل له وبالله التوفيق إن هذا شغب ينبغي أن تحفظ من مثله لأن الحرف إنما هو هواء يندفع من مخرج ذلك الحرف بعصر بعض آلات الصوت له من الرئة وأنابيب الصدر والحلق والحنك واللسان والأسنان والشفتين فإذ لا شك في هذا فذلك الهواء المندفع جسم طويل عريض عميق فهو محتمل الانقسام ضرورة فذلك الهواء هو الحرف فالحرف هو جسم محتمل للقسمة ضرورة وبالله التوفيق الكلام على من يقول أن البارئ خلق العالم جملة كما هو بجميع أحواله بلا زمان قال أبو محمد رضي الله عنه رأينا من يقر بالخالق تعالى ولا يقر بالنبوة ومن يذهب إلى ذلك وناظرناه على ذلك فقلت أن الذي تقول ممكن في قوة الله تعالى والذي نقول نحن من أنه تعالى خلق من النوع الإنساني ذكر واحدا وأنثى واحدة تناسل الناس كلهم منهما ممكن أيضا فمن أين ملت إلى تلك الحثيثة دون هذه فتردد ساعة فلما لم يجد دليلا قال فمن أين ملتم أنتم

65

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست