نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 64
قال أبو محمد رضي الله عنه وهذا حين نبدأ بعون الله وتوفيقه وتأييده إن شاء الله لا إله إلا هو في تبيين أن الواحد ليس عددا فنقول وبالله التوفيق إن خاصة العدد هو أن يوجد عدد آخر مساو له وعدد آخر ليس مساويا له هذا شيء لا يخلو من عدد أصلا والمساواة هي أن تكون إبعاضه كلها مساوية له إذا جزئت ألا ترى أن الفرد والفرد مساويان للاثنين وأن الزوج والفرد ليس مساويا للزوج الذي هو الاثنان والخمسة مساوية للاثنين والثلاثة غير مساوية للثلاثة وهكذا كل عدد في العالم فهذا معنى قولنا أن المساوي وغير المساوي هو خاصة العدد وهذه المساواة أردنا لا غيرها فلو كان للواحد أبعاض مساوية له لكان كثيرا بلا شك لأن الواحد المطلق على الحقيقة هو الذي ليس كثيرا هذا ما لا شك فيه عند كل ذي حس سليم وكان ما كان له أبعاض فهو كثير بلا شك فهو إذا بالضرورة ليس واحدا فالواحد ضرورة هو الذي لا أبعاض له فإذ لا شك فيه فالواحد الذي لا أبعاض له تساويه ليس عددا وهو الذي أردنا أن نبين وأيضا فإن الحس وضرورة العقل يشهدان بوجود الواحد إذ لو لم يكن الواحد موجودا لم يقدر على عدد أصلا إذ الواحد مبدأ العدد والمعدود الذي لا يوصل إلى عدد ولا معدود إلا بعد وجوده ولو لم يوجد الواحد لما وجد في العالم عدد ولا معدود أصلا والعالم كله أعداد ومعدودات موجودة فالواحد موجود ضرورة فلما نظرنا في العالم كله نظرا طبيعيا ضروريا لم نجد فيه واحدا على الحقيقة البتة بوجه من الوجوه لأن كل جرم من العالم فمنقسم محتمل للتجزئة متكثر بالانقسام أبدا بلا نهاية وكل حركة فهي أيضا منقسمة بانقسام المتحرك بها والزمان حركة الفلك فهو منقسم بانقسام الفلك فكل مدة فمنقسمة أيضا بانقسام المتحرك بها الذي هو المدة وكذلك كل مقول من جنس أو نوع أو * ( فصل ) * وكذلك كل عرض محمول في جرم فإنه منقسم بانقسام حامله هذا أمر يعلم بضرورة العقل والمشاهدة وليس العالم كله شيئا غير ما ذكرنا فصح ضرورة
64
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 64