نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 53
الكل والفرد جزء للثلاثة والثلاثة كل للفرد وللزوج معه فالفرد غير الثلاثة والثلاثة غير الفرد والعدد مركب من واحد يراد به الفرد وواحد كذلك وواحد كذلك إلى نهاية العدد المنطوق به فالعدد ليس الواحد والواحد ليس هو العدد لكن العدد مركب من الآحاد التي هي الأفراد وهكذا كل مركب من أجزاء فذلك المركب ليس هو جزأ من أجزائه كالكلام الذي هو مركب من حرف وحرف حتى يقوم المعنى المعبر عنه فالكلام ليس هو الحرف والحرف ليس هو الكلام والوجه الرابع أن هذا المعنى السخيف الذي قصده هذا الجاهل نجده في الاثنين لأن الاثنين عدد يجمع فردا وفردا وهو زوج مع ذلك فقد وجدنا في الاثنين الزوج والفرد فيلزمه أن يجعل ربه اثنين والوجه الخامس أن كل عدد فهو محدث وكذلك كل معدود يقع عليه فهو أيضا محدث على ما قد بينا فيما خلا من كتابنا هذا والمعدود لم يوجد قط إلا ذا عدد والعدد لم يوجد قط إلا في معدود والواحد ليس عددا على ما نبينه بعد هذا إن شاء الله تعالى وبه يتم الكلام في التوحيد بحول الله وقوته قال أبو محمد رضي الله عنه وهم يقولون أن الإله اتحد مع الإنسان بعني أنهما صارا شيئا واحدا فقالت اليعقوبية كاتحاد الماء يلقى الخمير فيصيران شيئا واحدا وقالت النسطورية كاتحاد الماء يلقى في الزيت فكل واحد منهما باق بحسبه وقالت الملكية كاتحاد النار في الصفيحة المحماة قال أبو محمد رضي الله عنه وكل هذا في غاية الفساد أول ذلك أنها دعاء ولا يعجز عن مثلها متحامق وليس في إنجيلهم شيء من هذه الأقسام والثاني أنها كلها محال لأن قول الملكية في تمثيلهم بما مثلوا إنما هو عرض في جوهر ولا يتوهم غير ذلك فالإله على قولهم عرض والإنسان جوهر وهذا في غاية الفساد وقول اليعقوبية أفسد لأننا نقول لهم إن كان استحال الإله إنسانا فالمسيح إنسان وليس إلها وإن كان الإنسان استحال
53
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 53