responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 51


قال أبو محمد رضي الله عنه وهذا باطل ظاهر الكذب لأن الإنجيل الذي كان فيه ذكر الأب والابن وروح القدس لا يختلف أحد من الناس في أنه إنما نقل عن اللغة العبرانية إلى السريانية وغيرها فعبر عن تلك الألفاظ العبرانية وبها كان فيه ذكر الأب والابن وروح القدس وليس في اللغة العبرانية شيء مما ذكر وادعى وإن كانوا ممن يقولون بتسمية الباري عز وجل من طريق الاستدلال فقد أسقطوا صفة القدرة إذ ليس الاستدلال على كونه عالما بأصح لا أولى من الاستدلال على كونه قادرا لا سيما مع قول بولس وهو عندهم فوق الأنبياء إن المسيح قدرة الله وعلمه تعالى قال هذا النص في رسالته الأولى إلى أهل قريته فليضيفوا إلى هذه الثلاث صفة رابعة وهي القدرة وأخرى وهي السمع وأخرى وهي البصر وأخرى وهي الكلام وأخرى وهي العقل وأخرى وهي الحكمة وأخرى وهي الجود فإن قالوا القدرة هي الحياة قيل لهم والعلم هو الحياة فإن قالوا ليس العلم الحياة لأنه قد يكون حي ليس عالما كالمجنون قيل لهم قد يكون حي ليس قادرا كالمغشي عليه ونحو ذلك فالقدرة ليست الحياة وأيضا فإن كان الابن هو العلم وروح القدس هو الحياة فما بال اقحامهم المسيح عليه السلام في أنه الابن وروح القدس أترى المسيح هو حياة الله وعلمه وما بال قول بعضهم أن مريم ولدت ابن الله أتراها ولدت علم الله أيكون في التخليط أكثر من هذا وهل حط المسيح عليه السلام من علم الله وحياته إلا كحظ غيره ولا فرق وهذا لا مخلص منه وبالله التوفيق وقال بعضهم لما وجدنا الأشياء قسمين حيا ولا حيا وجب أن يكون الباري عز وجل حيا ولما وجدنا الحي ينقسم قسمين ناطقا وغير ناطق وجب أن يكون الباري تعالى ناطقا قال أبو محمد رضي الله عنه وهذا الكلام في غاية الكلال لوجهين أحدهما إن هذه القسمة قسمة طبيعية واقعة تحت جنس لأنه إذا كان تسمية الباري تعالى حيا إنما هو من هذا الوجه فهو إذا يقع مع سائر الأحياء تحت جنس الحي ويحد بحد الحي وبحد الناطق وإذا كان كذلك فهو مركب من جنسه

51

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست