نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 221
عن النوبة وأما بلد النوبة والحبشة والبجاة فصغير الخطة قليل العدد وإنما هي خرافات مكذوبة باردة وفي كتاب لهم يسمى شعر توما من كتاب التلموذ والتلموذ هو معولهم وعمدتهم في فقههم وأحكام دينهم وشريعتهم وهم من أقوال أحبارهم بلا خلاف من أحد منهم ففي الكتاب المذكور أن تكسير جبهة خالقهم من أعلاها إلى أنفه خمسة آلاف ذراع حاش لله من الصور والمساحات والحدود والنهايات وفي كتاب آخر من التلموذ يقال له سادرناشيم ومعناه تفسير أحكام الحيض إن في رأس خالقهم تاجا فيه ألف قنطار من ذهب وفي أصبعه خاتم تضيء منه الشمس والكواكب وأن الملك الذي يخدم ذلك التاج اسمه صندلفوت تعالى الله عن هذه الحماقات ومما أجمع عليه أحبارهم لعنهم الله إن من شتم الله تعالى وشتم الأنبياء يؤدب ومن شتم الأحبار يموت أي يقتل فأعجبوا لهذا واعلموا أنهم ملحدون لا دين لهم يفضلون أنفسهم على الأنبياء عليهم السلام وعلى الله عز وجل ومن الأحبار فعليهم ما يخرج من أسافلهم وفيما سمعنا علماءهم يذكرونه ولا يتناكرونه معنى أن أحبارهم الذين أخذوا عنهم دينهم والتوراة وكتب الأنبياء عليهم السلام اتفقوا على أن رشوا بولس البنياميني لعنه الله وأمروه بإظهار دين عيسى عليه السلام اتفقوا على أن رشوا بولس البنياميني لعنه الله وأمروه باظهار دين عيسى عليه السلام وأن يضل اتباعهم ويدخلهم إلى القول بالاهيته وقالوا له نحن نتحمل إثمك في هذا ففعل وبلغ من ذلك حيث قد ظهر واعلموا يقينا أن هذا عمل لا يستسهله ذو دين أصلا ولا يخلوا اتباع المسيح عليه السلام عند أولئك الأحبار لعنهم الله من أن يكونوا على حق أو على باطل لا بد من أحدهما فإن كانوا عندهم على حق فكيف استحلوا ضلال قوم محقين وإخراجهم عن الهدى والدين إلى الضلال المبين هذا والله لا يفعله مؤمن بالله تعالى أصلا وإن كانوا عندهم على ضلال وكفر فحسبهم ذلك منهم وإنما يسعى المؤمن ليهدي الكافر أو الضال وأما أن يقوي بصيرته في الكفر ويفتح له فيه أبوابا أشد وأفحش مما هو عليه فهذا لا يفعله أيضا من يؤمن بالله تعالى قطعا ولا يفعله إلا ملحد يريد أن يسخر بمن سواه فعن هؤلاء أخذوا دينهم وكتب أنبيائهم
221
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 221