نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 220
الباردة واعلموا أن الذي عملها كان ثقيل الذهن في الحساب مقصرا في علم المساحة لأنه لا يمكن أن يكون قطر دائرة الصفحة أقل من شبر وأن لم تكن كذلك فهي صحيفة لا صحفة طعام ملك فوجب ضرورة أن تكون مساحة كل مائدة من تلك الموائد عشرة أشبار في مثلها لا أقل سوى حاشيتها وأرجلها واعلموا أن مائدة من ذهب هذه صفتها لا يمكن البتة أن يحركها إلا فيل لأن الذهب أرزن الأجسام وأثقلها ولا يمكن البتة أن يكون في كل مائدة من تلك الموائد أقل من ثلاثة آلاف رطل ذهب فمن يرفعها ومن يضعها ومن يغسلها ومن يمسحها ومن يديرها فهذا الذهب كله وهذه الأطباق من أين فإن قيل أنتم تصدقون بأن الله تعالى آتاه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وأن الله سخر له الريح والجن والطير وعلمه منطق الطير والنمل وأن الريح كانت تجري بأمره وأن الجن كانوا يعملون له المحاريب والتماثيل والجفان والقدور قلنا نعم ونكفر من لم يؤمن بذلك وبين الأمرين فرق واضح وهو أن الذي ذكرت مما نصدق به نحن هو من المعجزات التي نأتي بمثلها الأنبياء عليهم السلام داخل كله تحت الممكن في بنية العالم والذي ذكروه هو خارج عن هذا الباب داخل في حد الكذب والامتناع في بنية العالم وفي بعض كتبهم المعظمة عندهم أن زارح ملك السودان غزا بيت المقدس في ألف ألف مقاتل وأن أسا بن ابنا الملك خرج إليه في ثلاثمائة ألف مقاتل من بني يهوذا وخمسين ألف مقاتل من بني بنيامين فهزم ملك السودان وهذا كذب فاحش ممتنع لأن من أقرب موضع من بلد السودان وهم النوبة إلى مسقط النيل في البحر نحو مسيرة ثلاثين يوما ومن مسقط النيل إلى بيت المقدس نحو عشرة أيام صحارى ومفاوز ألف ألف مقاتل لا تحملهم إلا البلاد المعمورة الواسعة وأما الصحاري الجرد فلا ثم في مصر جميع أعمال مصر فكيف يخطوها إلى بيت المقدس هذا ممتنع في رتبة الجيوش وسيرة الممالك ومن البعيد أن يكون عند ملك السودان حيث يتسع بلدهم ويكثر عددهم اسم بيت المقدس فكيف أن يتكلفوا غزوها لبعد تلك البلاد
220
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 220