responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 182


ذبحوا جديا أو خروفا في تلك الليلة وذكر في مواضع منها إنهم أهدوا الكباش والتيوس والخرفان والجديان والبقر والعجول إلى قبة العهد وذكروا في آخرها أن بني رؤابين وبني جادا ونصف سبط بني منشا كان معهم غنم كثير ومن البقر عدد لا يحصى في حين ابتداء قتالهم وفتحهم لأرض الشام فأي عبرة في إشباعهم من اللحم واللحم حاضر معهم كثير لا قليل ثلاثة من الغنم كانت تكفي الواحد منهم شهرا كاملا وثور واحد كان يكفي أربعة منهم شهرا كاملا على أن يأكلوا اللحم قوتا حتى يشبعوا بلا خبز فكيف إذا تأدموا به فأي عجب في إشباعهم باللحم حتى يراجع موسى ربه تعالى بإنكار ذلك من قوة ربه عز وجل فهل في العالم أحمق ممن كتب هذه الكذبة الشنيعة الباردة السخيفة الممزوجة بالكفر اللهم لك الحمد على تسليمك لنا مما امتحنتهم به فإن قالوا أن في كتابكم إن الله تعالى قال لزكريا « إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى » الآية وأن زكريا قال لربه تعالى « أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا قال كذلك قال ربك هو علي هين » الآية « قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا » وفي كتابكم أيضا أن الملك قال لمريم « أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لي غلام » الآية « قال كذلك قال ربك هو علي هين » الآية قلنا ليس في جواب زكريا ومريم عليهما السلام اعتراض على بشرى الباري عز وجل لهما كما في كتابكم عن موسى عليه السلام ولا في كلام زكريا ومريم عليهما السلام إنكار على أن يعطيهما ولدين وهما عقيم وبكر إنما سألا أن يعرفا الوجه الذي منه يكون الولد فقط لأن أنى في اللغة العربية التي بها نزل القرآن بلا خلاف أن معناها من أين فصح ما قلنا من أنهما سألاه أن يعرفهما الله تعالى من أين يكون لهما الوالدان أو من أي جهة أبنكاح زكريا لامرأة أخرى أم نكاح رجل لمريم أم من اختراعه تعالى وقدرته فإنما سأل زكريا الآية ليظهر صدقه عند قومه ولئلا يظن أنهما أخذاه وادعياه هذا هو ظاهر الآيتين اللتين ذكرنا من القرآن دون

182

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست