responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 181


تعالى هم ستمائة ألف رجل وأنت تقول أنا أعطيهم اللحوم شهرا طعما أترى تكثر بذبائح البقر والغنم فيقتاتون بها أم تجمع حيتان البحر معا لتشبعهم فقال له الرب أترى يد السيد عاجزة سترى أن يوافيك كلامي أم لا ثم ذكر أن الله تعالى أرسل ريحا فأت بالسماني من خلف البحر إلى بني إسرائيل فأكلوها ودخل اللحم بين أضراسهم وأصابتهم التخمة وأخذهم وباء شديد مات منهم به كثير وأن هذا كان في الشهر الثاني من خروجهم من مصر قال أبو محمد رضي الله عنه ذكر في هذا الفصل آيات من الله رب العالمين وما تأتي له طامة إلا تكاد تنسي ما قبلها فأول ذلك إخبار اللعين المبدل للتوراة بأن الله تعالى إذ قال لموسى غدا تأكلون اللحم إلى تمام الشهر قال له موسى هم ستمائة ألف رجل وأنت تقول أنا أعطيهم اللحوم طعاما شهيا أترى تكثر بذبائح البقر والغنم يقتاتون بها أو تجمع حيتان البحر معا لتشبعهم قال أبو محمد رضي الله عنه حاش لله أن يراجع رجل له من العقل مسكه ربه عز وجل هذه المراجعة وأن يشك في قوته على ذلك وعلى ما هو أعظم منه فكيف رسول نبي أترى موسى عليه السلام دخله قط شك في أن الله تعالى قادر على أن يكثر بذبائح البقر والغنم حتى يشبعهم أو على أن يأتيهم من حيتان البحر بما يشبعهم منه حاش لله من ذلك أتراه خفي على موسى عليه السلام أن الله تعالى هو الذي يرزق جميع بني آدم في شرق الأرض وغربها اللحم وغير اللحم وأنه تعالى رازق سائر الحيوانات كلها من الطائر والعائم والمنساب والماشي على رجلين وأربع وأكثر حتى يستنكر أن يشبع شرذمة قليلة لا قدر لها من اللحم حاش له من ذلك فكيف يقول موسى عليه السلام هذا الكلام الأحمق حاش له من ذلك وقبل ذلك بعام وشهر وبعض آخر طلبوا اللحم فأتاهم بالسماني والمن وأكلوا ذلك بنص توراتهم أتراه نسي ذلك في هذه المدة اليسيرة أو يظن أنه قدر على الأولى ويعجز عن الثانية حاشا له من هذا الهوس ثم زيادة في بيان هذا الكذب أن في توراتهم أن بني إسرائيل إذ خرجوا من مصر مع موسى خرجوا بجميع مواشيهم من البقر والغنم وأن أهل بيت منهم

181

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست