نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 166
قال أبو محمد رضي الله عنه البلد المذكور باق لم ينقص ولا صغرت أرضه وحده بإقرارهم في الجنوب غزة وعسقلان ورجح وطرق من جبال الشراة بلد عيسو ولا خلاف بينهم في أنهم لم يملكوا قط قرية فما فوقها من هذه البلاد وأنهم لم يزالوا من أول دولتهم إلى آخرها محاربين مرة لنبي إسرائيل ومرارا عليهم وحد ذلك البلد في القرب البحر الشامي وحده في الشمال صور وصيدا وأعمال دمشق التي لا يختلفون في أنهم لم يملكوا قط منها مضرب وتد وأنهم لم يزالوا من أول دولتهم إلى آخرها محاربين لهم فمرة عليهم ومرة لهم وفي أكثر ذلك يملكون بني إسرائيل ويسومونهم سوء العذاب ومرة يخرج بنو إسرائيل عن ملكهم فقط وحد البلد المذكور في الشرق بلاد مواب وعمون وقطعة من صحراء العرب التي هي الفلوات والرمال ولا خلاف بينهم في أن نص توراتهم أن الله تعالى قال لموسى وبني إسرائيل إلى هنا لا تحاربوا بني عيسو ولا بني مواب ولا بني عمون فإني لم أورثكم من بلادهم وطأة قدم فما فوقها لأني قد ورثت بين عيسو وبني لوط هذه البلاد كما ورثت بني إسرائيل تلك التي وعدتهم بها وأنهم لم يزالوا من أول دولتهم إلى آخرها يحاربونهم فمرة يملكهم بنو عمون وبنو مواب ومرة يخرجون عن رقهم فقط وطول بلاد بني إسرائيل المذكورة بمساححة الخلفاء المحققة من عقبة أنيق وهي على أربعة وخمسين ميلا من دمشق إلى طبرية ثمانية أميال وهي جبل أفرايم إلى الطور اثني عشر ميلا إلى اللجون اثني عشر ميلا إلى علمين عندهما ينقطع عمل الأردن ومبدأ عمل فلسطين ميل واحد إلى الرملة نحو أربعين ميلا إلى عسقلان ثمانية عشر ميلا وموضع الرملة هو كان آخر عمل بني إسرائيل فذلك ثلاثة وسبعون ميلا وعرضه من البحر الشامي إلى أول عمل جبل الشراة وأول عمل مواب وأول عمل عمان نحو ذلك أيضا وعمل صغير شرقي الأردن يسمى الغور فيه مدينة بيسان يكون أقل من ثلاثين ميلا في ثلاثين ميلا ولا يزيد وكان هذا العمل الذي بشرقي الأردن بزعمهم وقع لبني رؤابين وبني جادا ونصف
166
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 166