نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 163
يرجع إلينا موسى قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي » وقوله « ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني » فهذا هو الصدق حقا إنما عمل لهم العجل الكافر الضال السامري وأما هارون فنهاهم عنه جهده وأنهم عصوه وكادوا يقتلونه وقد بين الصبح لذي عينين ولاح صدق قوله تعالى من كذب الآفكين وأما الخوار فقد صح عن ابن عباس ما لا يجوز سواه وأنه إنما كان دوي الريح تدخل من قبله وتخرج من دبره وهذا هو الحق لأنه تعالى أخبر أنه لا يكلمهم ولو خار من عند نفسه لكان ضربا من الكلام ولكانت حياة فيه وهو محال إذ لا تكون معجزة ولا إحالة لغير نبي أصلا وبالله تعالى التوفيق * ( فصل ) * وفي خلال هذه الفصول ذكر أن الله عز وجل قال لموسى دعني أغضب عليهم وأهلكهم وأقدمك على أمة عظيمة وأن موسى رغب إليه وقال له تذكر إبراهيم وإسرائيل وإسحاق عبيدك الذين خلقتهم بيدك وقلت لهم سأكثر ذريتكم حتى يكونوا كنجوم السماء وأورثتهم جميع هذه الأرض التي وعدتهم بها ويملكونها فحن السيد ولم يتم ما كان أراد إنزاله من المكروه بأمته قال أبو محمد رضي الله عنه في هذا الفصل عجائب أحدها إخباره بأن الله تعالى لم يتم ما أراد إنزاله من المكروه بهم وكيف يجوز أن يريد الله عز وجل إهلاك قوم قد تقدم وعده لهم بأمور ولم يتمها لهم بعد وحاش لله من أن يريد إخلاف وعده فيريد الكذب وثانيها نسبتهم البداء إلى الله عز وجل وحاش لله من ذلك والعجب من إنكار من أنكر منهم النسخ بعد هذا ولا نكرة في النسخ لأنه فعل من أفعال الله أتبعه بفعل آخر من أفعاله مما قد سبق في علمه كونه كذلك وهذه صفة كل ما في العالم من أفعاله تعالى وأما البداء فمن صفات من يهم بالشيء ثم يبدو له غيره وهذه صفة المخلوقين لا صفة من لم يزل لا يخفى عليه شيء يفعله في المستأنف وثالثها
163
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 163