responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 155


موجب قول السحرة لم يكن من صنع الله قلب العصا حية والماء دما والمجيء بالضفادع بل من غير صنع الله وهذه عظيمة تقشعر منها الجلود أين هذا الإفك المفتري البارد من نور الحق الباهر إذ يقول الله عز وجل « إنما صنعوا كيد ساحر » وإذ يقول تعالى « وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم لمن المقربين قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون » وإذ يقول تعالى « فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى » فأخبر عز وجل أن الذي عمل ومسي حق وأن عصاه صارت ثعبانا على الحقيقة بقوله تعالى « فإذا هي ثعبان مبين » فصح أنه تبين ذلك لكل من رآه يقينا وأخبر أن الذي عمل السحرة إنما هو إفك وتخييل وكيد وهذا هو الحق الذي تشهد به العقول لا ما في الكتاب المبدل المحرف فصح أن فعل السحرة حيلة مموهة لا حقيقة لها وهذا الذي يصححه البرهان إذ لا يحيل الطبائع إلا خالقها شهادة لرسله وأنبيائه وفرقا بين الصدق والكذب لا قولهم عمل السحرة مثل ما عمل موسى في وقت تكليفه برهان على صدق قوله وعند تحديه لهم على أن يأتوا بمثله إن كانوا صادقين وهو كاذب فأتوا بمثله فانظروا النتيجة يرحمكم الله هذه سورة تشهد شهادة قاطعة صادقة بأن صانع ذلك الكتاب الملعون المكذوب الذي يسمونه الحماس ويدعون أنه توراة موسى عليه السلام إنما كان زنديقا مستخفا بالباري تعالى ورسله وكتبه وحاش لموسى صلى الله عليه وسلم منه وأنهم إلى الآن يزعمون أن إحالة الطبائع وقلب الأجناس عن صفاتها الذاتية إلى أجناس أخر واختراع الأمور في المعجزات البينة يقدر على ذلك بالرقي والصناعات وعلموا أن من صدق بهذا مبطل للنبوة بلا مرية إذ لا فرق بين النبي وغيره إلا في هذا الباب فإذا أمكن لغير النبي فلم يبق

155

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست