responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 154


بنوة لله إلى جميع بني إسرائيل وهم أوسخ الأمم وأرذلهم وكفرهم أوحش وجهلهم أفحش * ( فصل ) * ثم ذكر أن هارون القى العصا بين يدي فرعون وعبيده فصارت حية فدعى فرعون بالعلماء والسحرة وفعلوا بالرقى المصري مثل ذلك ولكن عصا موسى ازدرت عصيهم ثم ذكر موسى وهارون فعلا ما أمرهما السيد فرفع العصا وضرب بها ماء النهر بين يدي فرعون وعبيده فعاد دما ومات كل حوت فيه ونتن النهر ولم يجد المصريون سبيلا إلى الشرب منه وصار الماء في جميع أرض مصر دما ففعل مثل ذلك سحرة مصر برقاهم ثم ذكر أن هارون مد يده على مياه مصر وخرجت الضفادع منها وغطت أرض مصر ففعل السحرة برقاهم مثل ذلك واقبلوا بالضفادع على أرض مصر ثم ذكر أن هارون مد يده بالعصا وضرب بها غبار الأرض فتخلق منها بعوض في الآدميين والأنعام وعاد جميع الغبار بعوضا في جميع أرض مصر فلم يفعل السحرة مثل ذلك برقاهم وراموا اختراع البعوض فلم يقدروا عليه فقال السحرة لفرعون هذا من صنع الله قال أبو محمد رضي الله عنه هذه الآبدة المصمئلة والصيلم المطبقة ولو صح هذا لبطلت نبوة موسى عليه السلام بل نبوة كل نبي ولو قدر السحرة على شيء من جنس ما يأتي به النبي لكان باب السحرة وباب مدعي النبوة واحدا ولما انتفع موسى بازدراء عصاه لعصيهم ولا بعجزهم عن البعوض وقد قدروا على قلب العصى حيات وعلى إعادة الماء دما وعلى المجيء بالضفادع ولما كان لموسى عليه السلام عليهم بنبوته أكثر من أنه أعلم بذلك العمل منهم فقط ولو كان كما قال هؤلاء الكذابون الملعونون لكان فرعون صادقا في قوله أنه لكبيركم الذي علمكم السحر ولا منفعة لهم في قول السحرة في البعوض هذا صنع الله لأنه يقال لبني إسرائيل فعلى

154

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست