responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 134


الأرض يأتينا كسبيل النساء تعالى نسقي أبانا خمرا ونضاجعه ونستبق منه نسلا فهذا كلام أحمق في غاية الكذب والبرد أترى كان انقطع نسل ولد آدم حتى لم يبق في الأرض أحد يضاجعها إن هذا لعجب فكيف والموضع معروف إلى اليوم ليس بين تلك المغارة التي كان فيها لوط عليه السلام مع بنتيه وبين قرية سكنى إبراهيم عليه السلام إلا فرسخ واحد لا يزيد وهو ثلاثة أميال فقط فهذه سوءة والثانية اطلاق الكذب الواضع لهذه الخرافة لعنه الله هذه الطومة على الله عز وجل من أنه أطلق نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم على هذه الفاحشة العظيمة من وطء ابنتيه واحدة بعد الأخرى فإن قالوا لا ملامة عليه في ذلك لأنه فعل ذلك وهو سكران وهو لا يعلم من هما قلنا فكيف عمل إذ رآهما حاملتين وإذ رآهما قد ولدتا ولدين لغير رشده وإذ رآهما تربيان أولاد الزنا هذه فضائح الأبد وتوليد الزنادقة المبالغين في الاستخفاف بالله تعالى وبرسله عليهم السلام والثالثة اطلاقهم على الله تعالى أنه نسب أولاد ذينك الزنميين فرخي الزنا إلى ولادة لوط عليه السلام حتى ورثهما بلدين كل ورث بني إسرائيل وبني عيسو ابني إسحاق سواء سواء تعالى الله عن هذا علوا كبيرا فإن قالوا كان مباحا حينئذ قلنا فقد صح النسخ الذي تنكرونه بلا كلفة وقال قبل هذا إن إبراهيم إذ أمر الله تعالى بالمسير من حران إلى أرض كنعان أخذ مع نفسه امرأته سارة وابن أخيه لوط بن هارون وذكروا في بعض توراتهم أنه كلمته الملائكة وأن الله تعالى أرسلهم إليه فصح بإقرارهم أنه نبي الله عز وجل وهم يقولون أنه بقي في تلك المغارة شريدا طريدا فقيرا لا شيء له يرجع إليه فكيف يدخل في عقل من له أقل إيمان أن إبراهيم عليه السلام يترك ابن أخيه الذي تغرب معه وآمن به ثم تنبأ مثله يضيع ويسكن في مغارة مع ابنتيه فقيرا هالكا وهو على ثلاثة أميال منه وإبراهيم على ما ذكر في التوراة عظيم المال مفرط الغنى كثير اليسار من الذهب والفضة والعبيد والإماء والجمال والبقر والغنم والحمير ويقولون في توراتهم أنه ركب في ثلاثمائة مقاتل

134

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست