فهذا بيان سبب قول الكيسانية بجواز البدء على الله عز وجل . واختلفت الكيسانية الذين انتظروا محمد بن الحنفية وزعموا انه حي محبوس بجبل رضوى إلى ان يؤذن له بالخروج واختلفوا في سبب حبسه هنالك بزعمهم فمنهم من قال لله في أمره سر لا يعلمه الا هو ولا يعرف سبب حبسه ومنهم من قال إن الله تعالى عاقبة بالحبس لخروجه بعد قتل الحسين بن على إلى يزيد ابن معاوية وطلبه الأمان منه وأخذه عطاء ثم لخروجه في وجه ابن الزبير من مكة إلى عبد الملك بن مروان هاربا من ابن الزبير وزعموا ان صاحبه عامر بن واثلة الكناني سار بين يديه وقال في ذلك المسير لأتباعه : يا إخواني يا شيعتي لا تبعدوا * ووازروا المهدى كيما تهتدوا محمد الخيرات يا محمد * أنت الإمام الطاهر المسدد لا ابن الزبير السامري الملحد * ولا الذي نحن إليه نقصد وقالوا انه كان يجب عليه ان يقاتل ابن الزبير ولا يهرب فعصى ربه بتركه قتاله وعصاه بقصده عبد الملك بن مروان وكان قد عصاه قبل ذلك بقصده يزيد بن معاوية ثم إنه رجع من طريقه إلى ابن مروان إلى الطائف ومات بها ابن عباس