خبرهم إلى المختار اخرج صاحبه احمد ابن شميط إلى قتال مصعب في ثلاثة آلاف رجل من نخبة عسكره وأخبرهم بان الظفر يكون لهم وزعم أن الوحي قد نزل عليه بذلك فالتقى الجيشان بالمدائن وانهزم أصحاب المختار وقتل أميرهم ابن شميط وأكثر قواد المختار ورجع فلولهم إلى المختار وقالوا له لم تعدنا بالنصر على عدونا فقال ان الله تعالى كان قد وعدني ذلك لكنه بدا له واستدل على الله بقول الله عز وجل « يمحو الله ما يشاء ويثبت » فهذا كان سبب قول الكيسانية بالبداء . ثم ان المختار باشر قتال مصعب بن الزبير بنفسه بالمذار من ناحية الكوفة وقتل في تلك الواقعة محمد بن الأشعث الكندي قال المختار طابت نفسي بقتله ان لم يكن قد بقي من قتلة الحسين غيره ولا أبالي بالموت بعد هذا ثم وقعت الهزيمة على المختار وأصحابه فانهزموا إلى دار الإمامة بالكوفة وتحصن فيها مع أربعمائة من اتباعه وحاصرهم مصعب فيها ثلاثة أيام حتى فنى طعامهم ثم خرجوا إليه في اليوم الرابع مستقتلين فقتلوا وقتل المختار معهم قتله أخوان يقال لهما طارف وطريف ابنا عبد الله بن دجاجة من بنى حنيفة وقال أعشى همدان في ذلك : لقد نبئت والأنباء تنمي * بما لاقى الكوارث بالمذار وما إن سرني اهلاك قومي * وان كانوا وحقك في خسار ولكني سررت بما يلاقي * أبو إسحق من خزي وعار