العقلية فهو كافر ملحد وحكمه حكم الدهرية لقوله معهم بقدم العالم وانكار الصانع مع زيادته عليهم القول بابطال الأديان كلها وان كان ممن يقول بالنظر في العقليات وينكر القياس في فروع الاحكام الشرعية كأهل الظاهر لم يكفر بانكار القياس الشرعي . وقالوا بان الحواس التي يدرك بها المحسوسات خمس وهى حاسة البصر لادراك المرئيات وحاسة السمع لادراك المسموعات وحاسة الذوق لادراك الطعوم وحاسة الشم لادراك الروائح وحاسة اللمس لادراك الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة واللين والخشونة بها . وقالوا ان الإدراكات الواقعة من جهة هذه الحواس معاني قائمة بالآلات التي تسمى حواس وضللوا أبا هاشم بن الجبائي في قوله ان الادراك ليس بمعنى ولا عرض ولا شيء سوى المدرك . وقالوا ان الخبر المتواتر طريق العلم الضروري بصحة ما تواتر عنه الخبر إذا كان المخبر عنه مما يشاهد ويدرك بالحس والضرورة كالعلم بصحة وجود ما تواتر الخبر فيه من البلدان التي لم يدخلها السامع المخبر عنها أو كعلمنا بوجود الأنبياء والملوك الذين كانوا قبلنا فاما صحة دعاوى الأنبياء في النبوة فمعلوم لنا بالحجج النظرية . واكفروا من أنكر من السمنية وقوع العلم من جهة التواتر . وقالوا ان الاخبار التي يلزمنا العمل بها ثلاثة أنواع تواتر وآحاد ومتوسط بينهما مستفيض . فالخبر المتواتر الذي يستحيل التواطؤ على وضعه يوجب العلم الضروري بصحة مخبره وبهذا النوع من الاخبار علمنا البلدان التي لم ندخلها وبها عرفنا الملوك والأنبياء والقرون الذين كانوا قبلنا وبه يعرف الانسان والديه اللذين هو منسوب إليهما .