أعادت الحائض ما تركت من الصيام ولم تعد ما تركت من الصلاة ولم كانت العقوبة في السرقة بقطع اليد وفى الزنى بالجلد وهلا قطع الفرج الذي به زنى في الزنى كما قطعت اليد التي بها سرق في السرقة فإذا سمع الغر منهم هذه الأسئلة ورجع إليهم في تأويلها قالوا له علمها عند إمامنا وعند المأذون له في كشف أسرارنا فإذا تقرر عند الغر ان إمامهم أو ما دونه هو العالم بتأويله اعتقد ان المراد بظواهر القرآن والسنة غير ظاهرها فأخرجوه بهذه الحيلة عن العمل باحكام الشريعة فإذا اعتاد ترك العبادة واستحل المحرمات كشفوا له القناع وقالوا له لو كان لنا إله قديم غنى عن كل شيء لم يكن له فائدة في ركوع العباد وسجودهم ولا في طوافهم حول بيت من حجر ولا في سعى بين جبلين فإذا قبل منهم ذلك فقد انسلخ عن توحيد ربه وصار جاحدا له زنديقا . قال عبد القاهر والكلام عليهم في مسائلهم التي يسألون عنها عند قصدهم إلى تشكيك الاغمار في أصول الدين من وجهين : أحدهما أن يقال لهم انكم لا تخلون من أحد أمرين اما أن تقروا بحدوث العالم وتثبتوا له صانعا قديما عالما حكيما يكون له تكليف عباده ما شاء كيف شاء وإما ان تنكروا ذلك وتقولوا بقدم العالم ونفى الصانع فان اعتقدتم قدم العالم ونفى الصانع فلا معنى لقولكم لم فرض الله كذا ولم حرم كذا ولم خلق كذا ولم جعل كذا على مقدار كذا إذا لم تقروا باله فرض شيئا أو حرمه أو خلق شيئا أو قدره ويصير الكلام بيننا وبينكم كالكلام بيننا وبين الدهرية في حدوث العالم وإن أقررتم بحدوث العالم وتوحيد صانعه وأجزتم له تكليف عباده ما شاء من الاعمال كان جواز ذلك جوابا لكم عن قولكم لم فرض ولم حرم كذا لاقراركم بجواز ذلك منه إن أقررتم به وبجواز تكليفه وكذلك سؤالهم عن خاصية المحسوسات يبطل إن أقروا بصانع أحدثها وان أنكروا الصانع فلا معنى لقولهم لم خلق الله ذلك مع انكارهم أن يكون لذلك صانع قديم . والوجه الثاني من الكلام عليهم فيما سألوا عنه من عجائب خلق الحيوان ان