اما العذاقرة فقوم ببغداد اتباع رجل ظهر ببغداد في أيام الراضي بن المقتدر في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وكان معروفا بابن أبى العذاقر واسمه محمد بن على الشلمغاني وادعى حلول روح الإله فيه وسمى نفسه روح القدس ووضع لاتباعه كتابا سماه بالحاسة السادسة وصرح فيه برفع الشريعة وأباح اللواط وزعم انه ايلاج الفاضل نوره في المفضول وأباح اتباعه له حرمهم طمعا في ايلاجه نوره فيهن وظفر الراضي بالله به وبجماعة من اتباعه منهم الحسين بن القسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب وأبو عمران إبراهيم بن محمد بن احمد بن المنجم ووجد كتبهما إليه يخاطبانه فيها بالرب والمولى ويصفانه بالقدرة على ما يشاء وأقروا بذلك بحضرة الفقهاء ومنهم أبو العباس احمد بن عمر بن سريج وأبو الفرح المالكي وجماعة من الأئمة فاعترفوا بذلك وأمر المعروف منهم بالحسين بن القسم بن عبيد الله بالبراءة من ابن أبى العذاقر بأن يصفعه ففعل ذلك وأظهر التوبة وأفتى ابن سريج بجواز قبول توبته على مذهب الشافعي رحمه الله وأفتى المالكيون برد توبة الزنديق بعد العثور عليه فأمر الراضي بحبسه إلى ان ينظر في أمره وأمر بقتل ابن أبى العذاقر وصاحبه أبى عون فقال له ابن أبي العذاقر أمهلني ثلاثة أيام لينزل فيها براءتي من السماء أو نقمة على أعدائي