responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 237


في الطاعة وصبر على اللذات والشهوات ارتقى إلى مقام المقربين ثم لا يزال يصفو ويرتقى في درجات المصافات حتى يصفو عن البشرية فإذا لم يبق فيه من البشرية حظ حل فيه روح الإله الذي حل في عيسى بن مريم ولم يرد حينئذ شيئا الا كان كما أراد وكان جميع فعله فعل الله تعالى .
وزعموا ان الحلاج ادعى لنفسه هذه الرتبة وذكر انه ظفروا بكتب له إلى اتباع عنوانها من الهو الذي هو رب الأرباب المتصور في كل صورة إلى عبده فلان فظفروا بكتب اتباعه إليه وفيها يا ذات اللذات ومنتهى غاية الشهوات تشهد انك المتصور في كل زمان بصورة وفى زماننا هذا بصورة الحسين بن منصور ونحن نستجير لك ونرجو رحمتك يا علام الغيوب .
وذكروا انه استمال ببغداد جماعة من حاشية الخليفة ومن حرمه حتى خاف الخليفة وهو جعفر المقتدر بالله معرة فتنته فحبسه واستفتى الفقهاء في دمه واستروح إلى فتوى أبى بكر ابن داود بإباحة دمه فقدم إلى حامد بن العباس بضربه الف صوت وبقطع يديه ورجليه وصلبه بعد ذلك عند جسر بغداد ففعل به ذلك يوم الثلاثاء لست بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة ثم انزل من جذعه الذي صلب عليه بعد ثلاث وأحرق وطرح رماده في الدجلة وزعم بعض المنسوبين إليه انه حي لم يقتل وانما قتل من ألقى عليه شبهه والذين تولوه من الصوفية وزعموا انه كشف له أحوال من الكرامة فأظهرها للناس فعوقب بتسليط منكري الكرامات عليه لتبقى حاله على التلبيس .
وزعم هؤلاء ان حقيقة التصوف حال ظاهرها تلبيس وباطنها تقديس واستدلوا على تقديس باطن الحلاج بما روى انه قال عند قطع يديه ورجليه حسب الواحد افراد الواحد وبأنه سئل يوما عن ذنبه فأنشأ يقول :
ثلاثة أحرف لا عجم فيها * ومعجومان وانقطع الكلام وأشار بذلك إلى التوحيد .

237

نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست