الباب الرابع من أبواب هذا الكتاب في بيان الفرق التي انتسبت إلى الاسلام وليست منها الكلام في هذا الباب يدور على اختلاف المتكلمين فيمن يعد من أمة الاسلام وملته وقد ذكرنا قبل هذا ان بعض الناس زعم ان اسم ملة الاسلام واقع على كل مقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وان كل ما جاء به حق كائنا قوله بعد ذلك ما كان وهذا اختبار الكعبي في مقالته وزعمت الكرامية ان اسم أمة الاسلام واقع على كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله سواء أخلص في ذلك واعتقد خلافه وهذان الفريقان يلزمهما ادخال العيسوية من اليهود والموشكانية منهم في ملة الاسلام لأنهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله ويزعمون ان محمدا كان مبعوثا إلى العرب وقد أقروا بان ما جاء به حق . وقال بعض فقهاء أهل الحديث اسم أمة الاسلام واقع على كل من اعتقد وجوب الصلوات الخمس إلى الكعبة . وهذا غير صحيح لان أكثر المرتدين الذين ارتدوا باسقاط الزكاة في عهد الصحابة كانوا يرون وجوب الصلاة إلى الكعبة وانما ارتدوا باسقاط وجوب الزكاة وهم المرتدون من بنى كنده وتميم . فاما المرتدون من بنى حنيفة وبنى أسعد فإنهم كفروا من وجهين : أحدهما اسقاط وجوب الزكاة . والثاني دعواهم نبوة مسيلمة وطليحة وأسقط بنو حنيفة وجوب صلاة الصبح وصلاة المغرب فازدادوا كفرا على كفر .