الشافعي في كتاب القياس إلى رجوعه عن قبول شهادة المعتزلة وأهل الأهواء وبه قال مالك وفقهاء المدينة فكيف يصح من أئمة الاسلام اكرام القدرية بالنزول لهم مع قولهم بتكفيرهم ؟ ذكر الثمامية منهم هؤلاء اتباع ثمامة بن أشرس النميري من مواليهم وكان زعيم القدرية في زمان المأمون والمعتصم والواثق وقيل انه هو الذي أغوى المأمون بان دعاه إلى الاعتزال . وانفرد عن سائر اسلاف المعتزلة ببدعتين أكفرته الأمة كلها فيهما . إحداهما انه لما شاركه أصحاب المعارف في دعواهم ان المعارف ضرورية زعم ان من لم يضطره الله تعالى إلى معرفته لم يكن مأمورا بالمعرفة ولا منهيا عن الكفر وكان مخلوقا للسحرة والاعتبارية فحسب كسائر الحيوانات التي ليست بمكلفة . وزعم لأجل ذلك ان عوام الدهرية والنصارى والزنادقة يصيرون في الآخرة ترابا . وزعم ان الآخرة انما هي دار ثواب أو عقاب وليس فيها لمن مات طفلا ولا لمن يعرف الله تعالى بالضرورة طاعة يستحقون بها ثوابا ولا معصية يستحقون عليها عقابا فيصيرون حينئذ ترابا إذ لم يكن لهم حظ في ثواب ولا عقاب . والبدعة الثانية من بدع ثمامة قوله بان الأفعال المتولدة أفعال لا فاعل لها وهذه الضلالة تجر إلى انكار صانع العالم لأنه لو صح وجود فعل بلا فاعل لصح