الفضيحة الثالثة من فضائحه قوله بان الروح التي هي الانسان بزعمه مستطيع بنفسه حي بنفسه وانما يعجز لآفة تدخل عليه والعجز عنده جسم ولا يخلو من ان يقول في العاجز والميت انهما نفس الانسان الذي يكون حيا قادرا أو يقول ان الميت العاجز جسده فان قال ان الانسان هو الذي يعجز ويموت أبطل قوله بأن الانسان حي بنفسه ومستطيع بنفسه لوجود نفسه في حال موته وعجزه ميته أو عاجزه وان زعم ان الروح هي قوى بنفسه وان الجسد هو الذي يموت ويعجز غير الذي كان حيا قادرا ويجب على هذا القول ان لا يكون الله تعالى قادرا على احياء ميت ولا على إماتة حي ولا على أقدار عاجز ولا على تعجيز قادر لان الحي عنده لا يموت والقوى لا يعجز وقد وصف الله تعالى نفسه بأنه يحيى الموتى وان زعم ان الروح حي قوى بنفسه وانما تموت وتعجز لأنه تدخل عليه لم ينفصل ممن يزعم انها ميتة عاجزة بنفسها وانما تحيى وتقوى بحياة وقدرة تدخلان عليها . الفضيحة الرابعة من فضائحه قوله ان الروح جنس واحد وأفعاله جنس واحد وان الأجسام ضربان حي وميت وان الحي منها يستحيل ان يصير ميتا والميت يستحيل ان يصير حيا وانما أخذ هذا القول من الثنوية والبرهانية الذين زعموا ان النور حي خفيف من شأنه الصعود أبدا وان الظلام موات ثقيل من شأنه التسفل أبدا وان الثقيل الميت محال ان يصير خفيفا وان الخفيف الحي محال ان يصير ثقيلا ميتا . الفضيحة الخامسة من فضائحه دعواه ان الحيوان كله جنس واحد لاتفاق حمية منه في جميعه في التحرك بالإرادة وزعم ان العمل إذا اتفق دل اتفاقه على اتفاق ما ولده وزعم أيضا ان الجنس الواحد لا يكون منه عملان مختلفان كما لا يكون من النار تسخين وتبريد ولا من الثلج تسخين وتبريد وهذا تحقيق قول الثنوية ان النور يفعل الخير ولا يكون منه الشر والظلام يفعل الشر ولا يكون منه الخير لان الفاعل الواحد لا يفعل فعلين مختلفين كما لا يقع من النار تسخين وتبريد ولا من الثلج