أبى الهذيل . ذكر النظامية منهم هؤلاء اتباع أبى اسحق إبراهيم بن سيار المعروف بالنظام والمعتزلة يموهون على الاغمار بديته يوهمون انه كان نظاما للكلام المنثور والشعر الموزون وانما كان ينظم الخرز في سوق البصرة ولأجل ذلك قيل له النظام وكان في زمان شبابه قد عاشر قوما من الثنوية وقوما من السمنية القائلين بتكافؤ الأدلة وخالط بعد كبره قوما من ملحدة الفلاسفة ثم خالط هشام بن الحكم الرافضي فأخذ عن هشام وعن ملحدة الفلاسفة قوله بابطال الجزء الذي لا يتجزأ ثم بنى عليه قوله بالطفرة التي لم يسبق إليها وهم أحد قبله وأخذ من الثنوية قوله بان فاعل العدل لا يقدر على فعل الجور والكذب وأخذ من هشام بن الحكم أيضا قوله بان الألوان والطعوم والروائح والأصوات أجسام وبنى على هذه البدعة قوله بتداخل الأجسام في حيز واحد ودون مذاهب الثنوية وبدع الفلاسفة وشبه الملحدة في دين الاسلام وأعجب بقول البراهمة بابطال النبوات ولم يجسر على اظهار هذا القول خوفا من السيف فأنكر اعجاز القران في نظمه وأنكر ما روى في معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم من انشقاق القمر وتسبيح الحصا في يده ونبوع الماء من بين أصابعه ليتوصل بانكار معجزات نبينا عليه السلام إلى انكار نبوته ثم انه استثقل احكام شريعة الاسلام في فروعها ولم يجسر على اظهار رفعها فأبطل الطرق الدالة عليها فأنكر لأجل ذلك حجة الاجماع وحجة القياس في الفروع الشرعية وأنكر الحجة من الاخبار التي لا توجب والعلم الضروري ثم انه علم اجماع الصحابة على الاجتهاد في الفروع الشرعية فذكرهم بما يقرؤه غدا من صحيفة مخازيه وطعن في فتاوى اعلام الصحابة رضى الله عنهم وجميع فرق الأمة من فريقي الرأي والحديث مع الخوارج والشيعة والنجارية وأكثر المعتزلة متفقون على تكفير النظام وانما تبعه في ضلالته شرذمة من القدرية كالأسواري وابن حايط وفضل الحدثي والجاحظ مع مخالفة كل واحد منهم له في بعض ضلالاته وزيادة بعضهم عليه فيها واعجاب هؤلاء النفر