واليزيدية وأصحاب طاعة لا يراد الله بها . واليزيدية منهم غلاة لقولهم بنسخ شريعة الاسلام في آخر الزمان وسنذكرهم في باب فرق الغلاة المنتسبين إلى الاسلام بعد هذا . وانما نذكر في هذا الباب الحفصية والحارثية وأصحاب طاعة لا يراد الله بها . ذكر الحفصية منهم هؤلاء قالوا بإمامة حفص بن أبي المقدام وهو الذي زعم أن بين الشرك والايمان معرفة الله تعالى وحدها فمن عرفه ثم كفر بما سواه من رسول أو جنة أو نار أو عمل بجميع المحرمات من قتل النفس واستحلال الزنا وسائر المحرمات فهو كافر برئ من الشرك ومن جهل بالله تعالى وأنكره فهو مشرك وتأول هؤلاء في عثمان بن عفان مثل تأول الرافضة في أبى بكر وعمر وزعموا ان عليا هو الذي انزل الله تعالى فيه « ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام » وأن عبد الرحمن بن ملجم هو الذي أنزل الله فيه « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله » ثم قالوا بعد هذا كله ان الإيمان بالكتب والرسل متصل بتوحيد الله عز وجل فمن كفر بذلك فقد أشرك بالله عز وجل وهذا نقيض قولهم إن الفصل بين الشرك والايمان معرفة الله تعالى وحده وأن من عرفه فقد برئ من الشرك وإن كفر بما سواه من رسول أو جنة أو نار فصار قولهم في هذا الباب متناقضا . ذكر الحارثية منهم هؤلاء اتباع حارث بن مزيد الأباضي وهم الذين قالوا في باب القدر بمثل قول المعتزلة وزعموا أيضا أن الاستطاعة قبل الفعل وأكفرهم سائر الأباضية في