responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الكبرى نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 378


فَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ : هُوَ الْأَصْلُ ، وَالْجَمْعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ مِنْ الْأَخْبَاثِ .
وَالثَّانِي : هُوَ الْأَصْلُ وَالْقَاعِدَةُ ، وَالضَّابِطُ الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ ، وَالثَّالِثُ : الْفَصْلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ مِنْ الطَّاهِرَاتِ ، وَهُوَ قِيَاسُ الْعَكْسِ .
فَالْجَوَابُ عَنْ هَذِهِ الْحُجَجِ وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ .
أَمَّا الْمَسْلَكُ الْأَوَّلُ فَضَعِيفٌ جِدّاً لِوَجْهَيْنِ .
أَحَدُهُمَا : أَنَّ اللَّامَ فِي الْبَوْلِ لِلتَّعْرِيفِ ، فَتُفِيدُ مَا كَانَ مَعْرُوفاً عِنْدَ الْمُخَاطَبِينَ ، فَإِنْ كَانَ الْمَعْرُوفُ وَاحِداً مَعْهُوداً فَهُوَ الْمُرَادُ ، وَمَا لَمْ يَكُنْ ثَمَّ عَهْدٌ بِوَاحِدٍ أَفَادَتْ الْجِنْسَ ، إمَّا جَمِيعُهُ عَلَى الْمُرْتَضَى ، أَوْ مُطْلَقُهُ عَلَى رَأْيِ بَعْضِ النَّاسِ ، وَرُبَّمَا كَانَتْ كَذَلِكَ .
وَقَدْ نَصَّ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِاللِّسَانِ وَالنَّظَرِ فِي دَلَالَاتِ الْخِطَابِ أَنَّهُ لَا يُصَارُ إلَى تَعْرِيفِ الْجِنْسِ إلَّا إذَا لَمْ يَكُنْ ثَمَّ شَيْءٌ مَعْهُودٌ ، فَأَمَّا إذَا كَانَ ثَمَّ شَيْءٌ مَعْهُودٌ مِثْلُ قَوْله تَعَالَى : { كَمَا أَرْسَلْنَا إلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ } .
صَارَ مَعْهُوداً بِتَقَدُّمِ ذِكْرِهِ ، وَقَوْلُهُ : { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ } .
هُوَ مُعَيَّنٌ لِأَنَّهُ مَعْهُودٌ بِتَقَدُّمِ مَعْرِفَتِهِ وَعِلْمِهِ ، فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ لِتَعْرِيفِ جِنْسِ ذَلِكَ الِاسْمِ حَتَّى يَنْظُرَ فِيهِ ، هَلْ يُفِيدُ تَعْرِيفَ عُمُومِ الْجِنْسِ ، أَوْ مُطْلَقَ الْجِنْسِ .
فَافْهَمْ هَذَا ، فَإِنَّهُ مِنْ مَحَاسِنِ الْمَسَالِكِ .
فَإِنَّ الْحَقَائِقَ ثَلَاثَةٌ : عَامَّةٌ ، وَخَاصَّةٌ ، وَمُطْلَقَةٌ .
فَإِذَا قُلْت : " الْإِنْسَانُ " قَدْ تُرِيدُ جَمِيعَ الْجِنْسِ ، وَقَدْ تُرِيدُ مُطْلَقَ الْجِنْسِ وَقَدْ تُرِيدُ شَيْئاً بِعَيْنِهِ مِنْ الْجِنْسِ .
فَأَمَّا الْجِنْسُ الْعَامُّ فَوُجُودُهُ فِي الْقُلُوبِ وَالنُّفُوسِ عِلْماً وَمَعْرِفَةً وَتَصَوُّراً ، وَأَمَّا الْخَامِسُ مِنْ الْجِنْسِ مِثْلُ زَيْدٍ وَعَمْرٍو ، فَوُجُودُهُ هُوَ حَيْثُ حِلٌّ ، وَهُوَ الَّذِي

378

نام کتاب : الفتاوى الكبرى نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست