responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الكبرى نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 372


لَا عَمَلَ بِهَا ، وَأَنَّهَا نَظَرٌ مَحْضٌ ، لَيْسَ فِيهِ عَمَلٌ كَالْكَلَامِ فِي مَبْدَإِ اللُّغَاتِ وَشَبَهِ ذَلِكَ ، عَلَى أَنَّ الْحَقَّ الَّذِي لَا رَادَّ لَهُ : أَنَّ قَبْلَ الشَّرْعِ لَا تَحْلِيلَ وَلَا تَحْرِيمَ ، فَإِذاً لَا تَحْرِيمَ يُسْتَصْحَبُ وَيُسْتَدَامُ فَيَبْقَى الْآنَ كَذَلِكَ ، وَالْمَقْصُودُ خُلُوُّهَا عَنْ الْمَآثِمِ وَالْعُقُوبَاتِ .
وَأَمَّا مَسْلَكُ الِاعْتِبَارِ بِالْأَشْبَاهِ وَالنَّظَائِرِ ، وَاجْتِهَادِ الرَّأْيِ فِي الْأُصُولِ الْجَوَامِعِ فَمِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ نُنَبِّهُ عَلَى بَعْضِهَا : أَحَدُهَا : أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَلَقَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ ، وَجَعَلَ فِيهَا لِلْإِنْسَانِ مَتَاعاً وَمَنْفَعَةً ، وَمِنْهَا مَا قَدْ يَضْطَرُّ إلَيْهِ ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ جَوَادٌ ، مَاجِدٌ كَرِيمٌ رَحِيمٌ ، غَنِيٌّ صَمَدٌ ، وَالْعِلْمُ بِذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى الْعِلْمِ بِأَنَّهُ لَا يُعَاقِبُهُ ، وَلَا يُعَذِّبُهُ عَلَى مُجَرَّدِ اسْتِمْتَاعِهِ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ ، وَهُوَ الْمَطْلُوبُ ، وَثَانِيهَا : أَنَّهَا مَنْفَعَةٌ خَالِيَةٌ عَنْ مَضَرَّةٍ ، فَكَانَتْ مُبَاحَةً كَسَائِرِ مَا نُصَّ عَلَى تَحْلِيلِهِ ، وَهَذَا الْوَصْفُ قَدْ دَلَّ عَلَى تَعَلُّقِ الْحُكْمِ بِهِ النَّصُّ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : { يُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ } .
فَكُلُّ مَا نَفَعَ فَهُوَ طَيِّبٌ ، وَكُلُّ مَا ضَرَّ فَهُوَ خَبِيثٌ .
وَالْمُنَاسَبَةُ الْوَاضِحَةُ لِكُلِّ ذِي لُبٍّ أَنَّ النَّفْعَ يُنَاسِبُ التَّحْلِيلَ ، وَالضَّرَرَ يُنَاسِبُ التَّحْرِيمَ ، وَالدَّوَرَانَ ، فَإِنَّ التَّحْرِيمَ يَدُورُ مَعَ الْمَضَارِّ وُجُوداً فِي الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ ، وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، وَذَوَاتِ الْأَنْيَابِ ، وَالْمَخَالِبِ ، وَالْخَمْرِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يَضُرُّ بِأَنْفُسِ النَّاسِ ، وَعُدَّ مَا فِي الْأَنْعَامِ وَالْأَلْبَانِ وَغَيْرِهَا .
وَثَالِثُهَا : أَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ ، إمَّا أَنْ يَكُونَ لَهَا حُكْمٌ ، أَوْ لَا يَكُونُ ، وَالْأَوَّلُ صَوَابٌ ، وَالثَّانِي بَاطِلٌ بِالِاتِّفَاقِ .
وَإِذَا كَانَ لَهَا حُكْمٌ بِالْوُجُوبِ ، وَالْكَرَاهَةِ ، وَالِاسْتِحْبَابِ مَعْلُومَةُ الْبُطْلَانِ بِالْكُلِّيَّةِ ،

372

نام کتاب : الفتاوى الكبرى نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست