حتى إن بعضهم قعد من رجليه من كثرة التبتل وصارت جبهة بعضهم كركبة البعير من كثرة السجود وجاء عن عثمان بن عفان رضى الله عنه أنه كان إذا صلى العشاء أوتر بركعة يقرأ فيها القرآن كله وكم من رجل صلى الصبح بوضوء العشاء كذا كذا سنة وسرد الصيام كذا وكذا سنة وكانوا هم العارفين بالسنة لا يميلون عنها لحظة وروى عن ابن عمر وابن الزبير رضى الله عنهم أنهما كانا يواصلان الصيام وأجاز مالك - وهو إمام في الاقتداء - صيام الدهر يعنى إذا أفطر أيام العيد ومما يحكى عن أويس القرني رضى الله عنه أنه كان يقوم ليلة حتى يصبح ويقول بلغني أن لله عبادا سجودا أبدا يريد أن يتنفل بالصلاة فتارة يطول فيها القيام وتارة الركوع وتارة السجود وعن الأسود بن يزيد أنه كان يجهد نفسه في الصوم والعبادة حتى يخضر جسده ويصفر فكان علقمة يقول له ويحك لم تعذب هذا الجسد فيقول إن الأمر جد إن الأمر جد وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن امرأة مسروق قالت كان يصلى حتى تورمت قدماه فربما جلست خلفه أبكى مما أراه يصنع بنفسه وعن الشعبيني قال غشى على مسروق في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وعن الربيع بن خيثم أنه قال أتيت أويسا القرني فوجدته قد صلى الصبح وقعد فقلت لا اشغله عن التسبيح فلما كان وقت الصلاة قام فصلى إلى الظهر فلما صلى الظهر صلى إلى العصر فلما صلى العصر قعد يذكر الله إلى المغرب فلما صلى المغرب صلى إلى العشاء فلما صلى العشاء صلى إلى الصبح فلما صلى الصبح جلس فأخذته عينه ثم انتبه فسمعته يقول اللهم إني أعوذ بك من عين نوامة وبطن لا تشبع .