أولا وآخرا نشر مذهب الحق واصلاح الزلل وسد الخلل ورفع راية الإسلام ، ونصرة دين الله تعالى والتأسي بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
وإذا كنا قد اشتغلنا بهذا الكتاب قدر المستطاع ، فلأننا ندرك المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه أنفسنا ، إلا وهي الاستزادة والاغتراف من بحر هذه العلم العظيم الذي لا يدرك غوره ، وكذلك لوضع القارئ في هالة جديدة تكشف له ما غمض عليه بتأثير الحشو والتحريف والخلط والغلط في معان كثيرة ومبان مثيرة وألفاظ غريبة عن المؤلف ومؤلفه أدخلت في الكتاب لمقاصد كثيرة ولتشوه الصورة الناصعة للإمام الرازي وكتابه ، فترانا نلحظ الكثير في الكتاب مما ليس من أصله ولا علم للإمام الرازي به .
لذلك كله كان لا بد ما استطعنا إلى ذلك سبيلا من مراجعة الكتاب والبحث والتحقيق والتمحيص والتدقيق لتنقيته من الشوائب العالقه به والغرائب الشوهاء الداخلة عليه افتراء ، وعلى مر قرون طويلة خلت والي يومنا هذا . ولا بد من تبديد السحب الداكنة التي انتشرت والعمل إزالة البقع السوداء التي وضعوها هنا وهناك في هذا الكتاب .
وجاء اخراجه الآن يليق بالمعاني الجليلة كتبها الشيخ الإمام الرازي والدرر التي نثرها منذ مئات طويلة من السنين في كتبه التي أشرقت شموسا ساطعة تضيء بأنوارها الآفاق ومنها ما بين دفتي هذا الكتاب مما خطه بيده .
وحتى يفهمه القارئ بدون كبير عناء ، وحتى لا تلتبس عليه كثير من الأمور ويميز الطيب من الخبيث والغث من السمين ، وحتى يتألق نجم الاهتداء في نفوس كثيرة غشيها الظلام ، ولتستيقظ قلوب سودها الجهل ، فينكشف عنها غشاء الصدا ويتلاشى ضبابها ، فتنهض من كبوتها لتوحد ربها .
وإنا نأمل أن نكون قد قدمنا ما استطعنا تحقيقا للنفع وتوخيا لإظهار الحق والله تعالى نسأل أن يلهمنا سبل الرشاد وأن يجعلنا ممن يستحقون القول فيتبعون أحسنه ، والحمد لله الذي نرجو جميل عفوه أنه سميع مجيب .

7