بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الناشر الحمد لله الذي وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم .
وأشهد ألا إله إلا الله الذي لا يستحق أحد أن يعبد سواه . الإله الذي لا قسيم لذاته ، ولا عدين ولا نظير ولا شبيه ولا شريك له . الإله الذي يصمد إليه في الأمور ويقصد في الحوائج وهو الغني الذي لا يحتاج إلى شيء .
الإله الذي تنزه عن الأبوة والبنوة والحدوث بلا شك ولا ريب ، المتعالي عن النقص والعيب ، والذي بيده مفاتيح الغيب الذي خلق الماء والعرش ، والسماء والأرض وما بينهما ، والجنة والنار والفرش . وخلق السكون والضوضاء . وجعل الظلمات والضياء والخلاء والملاء ، والصحة والبلاء ، وتنزه عن الوقوف والقعود والاقعاد ، الذي علم الجهر والسر ، وخلق الخير والشر والبحر والبر والحر والقر والحصى والدر . خالق الأعيان والأعمال والصور والاشكال ، والجواهر والاعراض ، والاجزاء والأبعاض . الحي القيوم . الكائن أزلا أبدا . الآمر الذي لا آمر له . الناهي الذي لا ناهي له . الموجود الذي واجب وجوده ، المعبود الذي عبده أهل السماء وعبده كثير من الناس .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه . النبي الذي جعله الله تبارك وتعالى أشرف ولد عدنان ، وسيد الإنس والجان ، والذي أوتي شطري الحسن والاحسان ، المؤيد بإعجاز القرآن ، والحجة والبرهان ، وفصاحة اللسان ، ونواصع البيان ، وجعله الله شمس العلوم الزاهرة ، وأيده بالمعجزات الباهرة ، فشهدت لنبوته الأشجار ، وحنت إليه جذوعها . النبي الذي أوتي أعلى الهمم . وأوفى الذمم ، فجعله الله علما فوق كل علم ، وجعل أمته خير الأمم ، فكان خير من مشي على قدم . وصلى الله على آله الذين رفعوا علم الهداية ، وحملوا البند والراية ، وجاهدوا في الحق حتى بلغوا النهاية . وصلى الله على أصحابه الأبرار ،

5