responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 116


الله في السماء وأما المعقول فقد تقدم من قولهم إنا نعلم بالضرورة أن كل موجودين فلا بد وأن يكون أحدهما حالا في الآخر أو مباينا عنه بجهة من الجهات وتقدم الاستقصاء في الجواب عنها وبالله التوفيق الأول قصة المعراج تدل على أن المعبود مختص بجهة فوق وربما تمسكوا في هذا المقام بقوله : * ( ثم دنا فتدلى ) * * ( فكان قاب قوسين أو أدنى ) * وهذا يدل على أن ذلك الدنو بالجهة ثم قال : * ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) * وهذا يدل أن ذلك الدنو انما كان من الله تعالى وهذا يدل على أنه مختص بجهة فوق الثاني تمسكوا بقول فرعون : * ( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب ) * * ( أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى ) * ثم ان موسى عليه السلام أنكر عليه هذا الكلام فدل ذلك على أن الإله في السماء فهذه جملة ما يتمسكون به في هذا الباب واعلم أن لنا في الجواب عن هذه الكلمات نوعان عن الجواب النوع الأول أن نقول للكرامية أنتم ساعدتمونا على أن ظواهر القرآن وان دلت على إثبات الأعضاء والجوارح لله تعالى فإنه يجب القطع بنفيها عن الله تعالى والجزم بأنه منزه عنها وما ذاك إلا أنه لما قامت الدلائل القطعية على استحالة الأعضاء والجوارح على الله تعالى وجب القطع بتنزيه الله تعالى عنها والجزم بأن مراد الله تعالى من تلك الظواهر شئ آخر فكذا في هذه المسألة نحن ذكرنا الدلائل العقلية القاطعة في أنه تعالى يمتنع أن يكون مختصا بالمكان والجهة والحيز وإذا كان الأمر كذلك وجب القطع بأن مراد الله تعالى من هذه الظواهر التي تمسكتم بها شئ آخر سوى إثبات الجهة لله تعالى وهذا إلزام قاطع وكلام قوي إلا أن نقول ان تلك الدلائل العقلية التي تمسكتم بها ليست قطعية بل هي محتملة فنحن إذن يجب

116

نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست