نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 96
إنه نذير من رجل له بالأمور فطنة وبصر ، لكن البطل العظيم لا يزيد على أن يتلو الآية الكريمة : ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) . . ! ! ويمضي في طريقه . . وبعد أيام يلقاه ( عبد الله بن مطيع ) قادما هو الآخر من العراق ، فلا يكاد يرى ( الحسين ) حتى يتعلق بثيابه صارخا وراجيا أن يعود ، قائلا له : ( أنا شدك الله ألا تذهب للكوفة ، فوالله لئن أتيتها لتقتلن ) . فما يزيد على أن يتلو الآية الكريمة : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) . . ! ! ويستأنف السير مع قدره وقدره . . . وبعد مرحلة أخرى من الطريق يلقاه رجل من بني أسد ، قادم من الكوفة أيضا ، فيسأله ( الإمام ) عن أخبارها . فيجيبه الرجل : لقد قتل ( مسلم بن عقيل ، وهانئ بن عروة ) . . ! ! نبأ يهد الجبال . . ولكن ، من هو بإيمانه أقوى من الجبال ، ماذا تكون ردود فعل هذا النبأ الرهيب لديه . . ؟ أرسل بصره في الأفق البعيد ، ثم قال : ( إنا لله ، وإنا إليه راجعون ، عند الله نحتسب أنفسنا ولا خير في العيش بعد هؤلاء ) . . ! ! إن مصرع ( مسلم وهانئ ) كان كافيا لصرف ( الحسين ) عن غايته ، لو أنه كان في موقفه وخروجه إنما يستمد شجاعته وجسارته من مساندة أهل الكوفة له . . وليس من إيمانه واقتناعه وضميره .
96
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 96