نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 93
والآخرة ، فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا . . وإنك بضعة من رسول الله . . . والله ما يليها أحد منكم أبدا ، وما صرفها الله عنكم ، إلا للذي هو خير لكم " . ولكن ( الحسين ) لا ينقص عزمه ، فيضمه ( ابن عمر ) إلى صدره ويقبله ويقول وهو يبكي ) ( أستودعك الله من قتيل ) . . ! ! * كذلك كان ( أبو سعيد الخدري ) صاحب رسول الله قد حاول ثنيه عن عزمه قبل خروجه من مكة ، وجلس يقول له : ( لقد سمعت أباك يقول وأنا معه بالكوفة : والله لقد مللتهم وأبغضتهم ، فما لهم ثبات على أمر . . ولا صبر على السيف . . ومن فاز بهم ، فاز بالسهم الأخيب ) ! ! . . كل تلك المحاولات الحريصة على سلامته وحياته لم تلن قناه ولم توهن له عزما ذلك أن القضية التي خرج البطل حاملا لواءها ، لم تكن قضية شخصية تتعلق بحق له في الخلافة . . أو ترجع إلى عداوة شخصية يضمرها ليزيد . . كما أنها لم تكن قضية طموح يستحوذ على صاحبه ويدفعه إلى المغامرة التي يستوي فيها احتمال الربح والخسران . . كانت القضية أجل ، وأسمى ، وأعظم . . كانت قضية الإسلام ومصيره ، والمسلمين ومصيرهم . . وإذا صمت المسلمون جميعهم تجاه هذا الباطل الذي أنكره البعض بلسانه ، وينكره الجميع بقلوبهم ، فمعنى ذلك أن الإسلام قد كف عن إنجاب الرجال . . ! ! معناه أن المسلمين قد فقدوا أهلية الانتماء لهذا الدين العظيم .
93
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 93