نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 75
* وهنا . . كان هاشم يملأ مكة والجزيرة برا ومجدا وكرما ، فهو الذي يطعم الحجيج ، ويحمي الذمار ، ويرسل قوافله إلى الشام وإلى اليمن لتعود موقرة بالخير والرزق للناس ، حتى قال فيه شعراء قريش يومئذ : عمرو الذي هشم الثريد لقومه * قوم بمكة مسنتين عجاف سنت إليه الرحلتان كلاهما * سفر الشتاء ورحلة الأصياف بينما عبد شمس مزمع أسفار دائما لا يحمل تجاه قومه ما يجب من تبعات . . * وهنا . . . شهدت مكة ذات يوم أروع منجزاتها الأخلاقية والسياسية يوم أقرت كل قبائلها ( حلف الفضول ) . . ذلك الحلف كان مضمونه وفحواه أن ترد الحقوق إلى أهلها ، وألا ينتصر ظالم على مظلوم ، وأن يضحي المشتركون فيه بحياتهم إذا تعرضت العدالة لخطر . . ! ! ! ومن عجب أن كل قبائل قريش وبطونها ، اشتركت يومئذ في هذا الحلف ما عدا بنو عبد نوفل . . وبنو عبد شمس آباء الأمويين . . ! ! * وهنا يستطيع ( الحسين ) أن يمد بصره فيرى الدار التي عاش فيها وبزغ منها جده العظيم ( محمد رسول الله ) هاتفا بكلمة الله ، حاملا معوله الرشيد في وجه وثنية الحجر . . ووثنية البشر . . ! ! ويستطيع أن يمد بصره ، فيرى ( زمزم ) التي حفرها جده ( المطلب ) امتثالا لرؤيا صادقة ، والتي كانت لقريش حياة وريا ، وصارت للمسلمين تراثا ومنسكا . . ويستطيع أن يمد بصره فيرى الدور التي خرج منها مهديون أبرار ، آمنوا بالرسول وآزروه في دعوته ووحدته ، وفي مقدماتها دار أبي بكر . . ثم يرى الدور التي خرج منها أولئك الذين سخروا من دعوته ، واضطهدوا أهله وصحبه ، وفي مقدمتها دار أبي سفيان . . !
75
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 75