responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 66


ولقد كتب يوما لزياد ، واليه على الكوفة والبصرة يقول له :
( إنه لا ينبغي أن نسوس الناس بسياسة واحدة ، فيكون مقامنا مقام رجل واحد . .
ولكن تكون أنت للشدة والغلظة ، وأكون أنا للرأفة والرحمة ، فيستريح الناس بيننا ) . . ! !
ولو أن معاوية - غفر الله له - كان أكثر اهتماما بسلطان الإسلام منه بسلطان بني أمية ، لوفر على الإسلام وعلى المسلمين كثيرا من المخاطر والمهالك التي أفضى إليها حرصه على ذلك السلطان . .
لقد جشمه ذاك الحرص من الشطط ما كان يعود عليه نفسه بالغرم الأكيد .
وإنا لنذكر - مثلا - تشجيعه النزعة القبلية بإيثاره في العطاء وفي المكانة بعض القبائل على بعضها الآخر ، فهو يغدق على ( اليمانية ) ويميزهم في العطاء ، ويجعل لهم كيانا عسكريا قائما بذاته . . ثم لا يلبث أمرهم أن يعلو ويتفاقم ، حتى راحوا يمنون عليه بما هو فيه من سلطان ، ويقولون : لولا نحن ما كان معاوية . . فيضطرب الأمر في يده ويعالج الموقف بخطأ جديد حين يتجه إلى قبائل ( القيسية ) فيغدق عليهم الأموال والامتيازات . . ثم لا يجديه ذلك شيئا ، فيرهق نفسه في التوفيق بين القوتين الكبيرتين من جديد . .
كذلك نرى أن الحلم الذي لم يعرف في التاريخ بمثل ما عرف به . . .
نرى هذا الحلم وهو أبرز خلائقه ومميزاته لا يغني عنه شيئا في درء صفة القسوة والقتل عن عصره وحكمه . . فمصرع ( حجر بن عدي ) وأصحابه بأمر معاوية وعلى مقربة من قصره بالشام بغير جريرة ولا ذنب ، حدث يجلل سلطان معاوية بالسوء . .

66

نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست