نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 23
ولقد جاءته الخلافة فيما بعد ، فماذا كانت له . . وماذا كان لها . . ؟ ؟ أما هي ، فكانت له عبئا فادحا ، ورزءا رهيبا . . وأما هو ، فكان لها المؤمن الذي لا يصرفه عن مسؤوليات إيمانه شئ ، والفدائي الذي لا تصرفه عن حب التضحية رغبة . . ولا تجفله رهبة . . ! ! لقد كان قادرا - لو أراد - أن يطوي بيمينه مائة حاكم من أمثال معاوية . . وأن يطوي بيمينه مائة شام ، لا شاما واحدة ! ! أجل ، بقليل من الدهاء ، وبقليل من المسايرة ، كان قادرا على دحض التمرد كله . لكن صرامته في احترام مبادئه وتطبيقها جعلته يؤثر المركب الصعب دوما . كان مؤمنا بأن الحق يجب أن يمضي في طريقه دون مراوغة ، أو مسايرة ، أو دهاء . وحين أشاروا عليه أن يستبقي معاوية بعض الوقت واليا على الشام ريثما تقر الأمور وتهدأ الفتنة ، صاح في مثيريه قائلا : ( أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور . . ؟ لا والله ، لن يراني الله متخذ المضلين عضدا " . . ! ! هذا ، هو الرجل الذي ربى ( الحسن والحسين ) اللذين خاضا معه ، وخاضا من بعده معارك الحق ، في سبيل أن يبقى الدين دينا . . هذا هو الأب الذي أنجب أبطال كربلاء ، الذين سنرى الآن من بطولتهم عجبا . . وهذا هو بيت آل النبي . . بين القرابين والشهداء ! !
23
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 23