نام کتاب : وركبت السفينة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 618
ولا المفهوم الذي قصدوه منه . بل بالغ خصوم الشيعة في توجيه النقد إليهم والتشنيع عليهم بسببه ، حتى غدا البداء واحدا من الفوارق المذهبية التي باعدت بين الإمامية وبين سواهم " ( 1 ) . " والبداء في الإنسان : يبدو له رأي في الشئ لم يكن له ذلك الرأي سابقا ، بأن يتبدل عزمه في العمل الذي كان يريد أن يصيغه ، إذ يحدث عنده ما يغير رأيه وعلمه به ، فيبدو له تركه بعد أن كان يريد فعله ، وذلك عن جهل بالمصالح وندامة على سبق منه . والبداء بهذا المعنى يستحيل على الله تعالى ، لأنه من الجهل والنقص ، وذلك محال عليه تعالى ، ولا تقول به الإمامية . قال الصادق ( عليه السلام ) : " من زعم أن الله تعالى بدا له في شئ بداء ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم " ، وقال أيضا : " من زعم أن الله بدا له في شئ ولم يعلمه أمس فابرأ منه " . . " ( 2 ) . " والبداء عند الإمامية هو الزيادة في الآجال والأرزاق ، والنقصان منها بالأعمال " ( 3 ) . لقد زعم بعض الكتاب أن البداء الذي تقول به الإمامية ، هو الظهور لله ما كان خافيا عنه ! قالوا هذا إما جهلا أو عمدا ، وهذا قول باطل لا تقول به الإمامية وحاشا لله من هذا الشطط " ولكن البداء ( وفق مفهوم الشيعة ) يعني ( الإظهار بعد الإخفاء ) وليس ( الظهور بعد الخفاء ) ( 4 ) . وعبارة ( الإظهار بعد الإخفاء ) كافية لتعطينا حقيقة البداء . إن البداء نسخ في التكوين لمصلحة معينة كما هو النسخ في التشريع . وهذه عقيدة إسلامية لا غبار عليها ولكن ما نقول لمن يصرون على وضع الغبار عليها ؟