نام کتاب : وركبت السفينة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 617
ونستبعد كذلك ما يزعم بعضهم من أن الشيعة الجعفرية يخفون كثيرا من الآراء ولا يجهرون بها تقية وخوفا . فلا يصح أن نحاسبهم إلا على ما يبدونه من آراء . وأما ما يتهمون بكتمانه فعلمه عند الله ، ولسنا مكلفين أن نشق عن صدورهم " ( 1 ) . ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف بشأن التقية بين المذاهب الإسلامية ، فإنه لا يعدو عن كونه اختلافا في الفروع ، التي لا يكون فيها تكفير لمذهب من المذاهب الإسلامية المعتمدة ولا تضليل ، وما كان ليسوغ - عبر العصور - بعد الذي ذكرناه عن التقية من الأدلة النقلية والعقلية أن يتهم أتباع المذهب الإمامي بالغش في الدين والكيد للمسلمين وأنهم يبطنون خلاف ما يظهرون ، إذ معاذ الله أن يكونوا كذلك ، فهم إن لم يكونوا أكثر المسلمين إيمانا ! ! فليسوا أقلهم على كل حال . وحسبهم أنهم اتخذوا خط أهل بيت رسول الله سبيلا يسلكونه في أصولهم وفروعهم ، وهم بلا ريب صادقون فيما يقولون وفيما يفعلون . وإذا كان المرء لا يكذب على أهله فإن فقه هؤلاء يكون مأخوذا حقا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والقرآن الكريم صريح في أمره إيانا ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ( 2 ) ( 3 ) . بقي أن نقول : إن الأدلة على مشروعية التقية كثيرة جدا في الكتاب والسنة ، لا يسعنا استقصاؤها الآن . وقد ألفت بها عدة رسائل . وإخال أنني بما قدمت قد أوضحت الصورة في أذهان القراء الكرام . البداء " والبداء شبهة من الشبهات التي يثيرها خصوم الإمامية ضدهم بدافع التقليد لمذاهبهم من غير أن يتعمقوا في درس الأدلة التي فهم منها الشيعة الإمامية ما ذهبوا إليه
1 - بين الشيعة وأهل السنة : ص 63 . 2 - الحشر : 7 . 3 - إسلامنا : ص 141 .
617
نام کتاب : وركبت السفينة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 617