نام کتاب : وركبت السفينة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 614
وهذا يعني أنه تجوز مداراتهم من قبيل التقية دفعا لأذاهم ومن غير أن يؤمن المرء بجواز ذلك " ( 1 ) . قال الرازي في تفسير آية : ( إلا أن تتقوا منهم تقاة ) : " روي عن الحسن - أي البصري - أنه قال : التقية جائزة للمؤمنين إلى يوم القيامة ، وهذا القول أولى ، لأن دفع الضرر عن النفس واجب بقدر الإمكان " . أجل ينعى البعض على الشيعة استخدامهم التقية ، مع أن التقية مشروعة في الإسلام كما مر عليك . حتى لقد مارسها الصحابة . لقد أظهر عمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) بلسانه الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فنزل قول الله ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) ( 2 ) وقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن عادوا فعد ، فقد أنزل الله فيك قرآنا ، وأمرك أن تعود إن عادوا إليك " . فالشيعة يستخدمون التقية تماما كما استخدمها عمار ( رضي الله عنه ) ، وهذا التشريع الذي نزل من أجل عمار هو تشريع لجميع المسلمين ، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . فهذا الذي يزري على الشيعة استخدامهم التقية في حالات خاصة ، يزري على هذا التشريع الإسلامي . وماذا يقول أولئك الذين يعدون التقية نفاقا ، ماذا يقولون في تقية عمار ؟ هل هي نفاق - والعياذ بالله - ؟ وماذا يقال عن مؤمن آل فرعون الذي مدحه الله بقوله ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ) ( 3 ) ؟ فهؤلاء إما أن يقولوا إن الله أخطأ - نستغفر الله - إذ مدح هذا الرجل ، أو يعذرون الشيعة في استخدامهم التقية ! وقد طبق الصحابة التقية عمليا في مواقف كثيرة منها : إن مسلمي المدينة واعدوا