responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي    جلد : 1  صفحه : 10


وأشار إلى هذه الأقسام المحقق الطوسي في تجريد الاعتقاد حيث قال :
الموجود إن أخذ غير مسبوق بالغير أو بالعدم فقديم وإلا فحادث [1] .
ولا يخفى أنه أشار بقوله : بالغير . . إلى تعريف القدم الذاتي ، وبقوله :
بالعدم . . إلى تعريف القدم الزماني ، على ما عليه الحكماء .
وتقدير كلامه : الوجود إن أخذ غير مسبوق بالغير فقديم ذاتي ، أو بالعدم فقديم زماني ، وإلا . . أي وإن لم يؤخذ غير مسبوق بل مسبوقا بالغير فحادث ذاتي ، أو بالعدم فحادث زماني على أن يكون المراد بالعدم هو الزماني المقابل للوجود ، وهذا الكلام يوافق الأقسام الأربعة التي ذكرها الفلاسفة على اصطلاحهم .
وأما المتكلمون ، فلم يقسموا الحدوث والقدم إلى الذاتي والزماني ، بل هما ليسا عندهم إلا زمانيين ، فالقديم عندهم هو الله تعالى والحادث هو العالم .
هذا ، ولا نجد ثمة ضرورة في البحث والمناقشة في هذه التعريفات ، لعدم دخلها في المقصود ، بل الذي نحن بصدد إثباته لا يتوقف على تحقيق هذه الأمور ، فان الذي ثبت باجماع أهل الملل والنصوص المتواترة هو : حدوث جميع ما سوى الله سبحانه وتعالى ، بمعنى أن أزمنة وجوده في جانب الأزل متناهية وفي وجوده ابتداء ، والأزلي القديم - بمعنى ما لا أول له ولم يكن مسبوقا بالعدم - هو الله سبحانه [2] .



[1] كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : 34 في المسألة الثلاثة والثلاثين في القدم والحدوث ، ط قم المصطفوي .
[2] لا يخفى عليك انه تعالى منزه عن الزمان والزمانيات ، لأن الزمان حقيقته تجدد شئ وتقضي شئ وتصرمه ، والتجدد والتقضي والتصرم من الحوادث ، وهو محال على الله تعالى . وببيان آخر : إن الزمان حقيقة مقدارية عددية ، وكل مقدار متناه حادث معلول مخلوق كما يدل عليه العقل والنقل . وكذلك القول بالنسبة إلى المكان ، فإنه تعالى متعال عن الزمان والمكان ، والتعابير التي توهم خلاف ذلك تحمل على ضيق العبارة و . . والدليل على ما ذكرناه - مضافا إلى ما مر من حكم العقل - هو الأخبار المتواترة عن الأئمة ( عليهم السلام ) المصرحة بعدم كونه سبحانه زمانيا ، كقوله ( عليه السلام ) : " إن الله تعالى لا يوصف بمكان ولا يجري عليه زمان " ، " لا تصحبه الأوقات " ، " سبق الأوقات كونه والابتداء أزله . . " إلى قوله : " كيف يجري عليه ما هو اجراه " ، " لا يزال وحدانيا أزليا قبل بدو الدهور وبعد صرف الأمور " ، " لا يقال له متى ولا يضرب له أمد بحتى " ، " انه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شئ معه ، كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان " كما يأتي تفصيله .

10

نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست