الذين كانوا منتشرين في العراق والكوفة موطن هشام . وقد عرفنا فيما سبق أن هشاما كان من أصحاب أبي شاكر الديصاني الذي كان له تأثير في تسرب كثير من الآراء الرواقية عن طريقة ، ويكون وجود صلة هشام بأبي شاكر الديصاني مما يرجح أن تكون مقالته هذه في الأعراض من الأثر الرواقي بواسطة هذا الديصاني . 3 - قوله في الإنسان أنه شئ قائم بنفسه لا حجم له ولا حيز ، ولا يصح عليه الحركة والسكون والاجتماع والافتراق ، وهو الشئ الذي كانت تسميه الفلاسفة بالجوهر البسيط [1] . وهذا الرأي الذي نسب إلى جمهور الحكماء [2] إن صحت نسبته إلى هشام يجوز أن يكون من أثر التفكير الأجنبي ، كما هو جائز أن يكون للأحاديث التي يرويها الشيعة عن الأئمة من أهل البيت تأثير في ذهابه إلى هذا القول فقد قال المفيد الذي ذهب إلى هذا الرأي : " إن الأخبار عن موالينا عليهم السلام تدل على ما أذهب إليه " [3] . أما بعد فهذه الأمثلة القصيرة من آراء هشام يجوز أن تكون من آثار التفكير الأجنبي ، كما يجوز أن يكون اعتمدها من دون أن يتوكأ فيها على سواه ، فإن الأمم والأفراد قد تتشابه في
[1] أنظر هامش أوائل المقالات للمفيد عن المسائل السروية ص 88 والفرق ص 42 ومقالات الاسلاميين ص 125 . [2] كشف الفوائد ص 90 . [3] عن المسائل السروية أنظر أوائل المقالات ص 88 .