يكون الله لم يزل عالما بالأشياء بنفسه ، وأنه إنما يعلم الأشياء بعد أن لم يكن عالما " [1] على اختلاف التعابير التي نسبت إليه . وهذا الرأي نفسه للجهم بن صفوان ، فقد استدل على ذلك : " بأنه لو علم ثم خلق ، أفيبقى علمه على ما كان أو لم يبق ، فإن بقي فهو جهل ، فإن العلم سيوجد غير العلم بأنه قد وجد ، وإن لم يبق فهو جهل ، فإن العلم بأنه سيوجد غير العلم بأنه قد وجد ، وإن لم يبق فقد تغير ، والتغير مخلوق ليس بقديم " [2] . ويقول الشهرستاني بعد ذلك : " ووافق في هذا قول هشام بن الحكم كما تقرر " [3] . ومثال آخر أنه كان يقول : " إن العلم صفة الله ليست هي هو ولا غيره ولا بعضه ، وأن الله يعلم الأشياء بعلم ، لا يقال فيه محدث أو قديم ، لأنه صفة والصفة لا توصف ، ولا يقال فيه هي هو ولا غيره " [4] . ونجد في هذا القول شبها بقول الجهم حين يستدل على ذلك فيقول : " إذا ثبت حدوث العلم فليس يخلو إما أن يحدث في ذاته تعالى ، وذلك يؤدي إلى التغير في ذاته ، وأن يكون محلا
[1] الملل ص 46 ومقالات الاسلاميين ما بين ص 107 إلى ص 123 . [2] الملل للشهرستاني ج 1 ص 46 . [3] نفس المصدر . [4] المصدر نفسه ومقالات الاسلاميين .