وهذه القدرة الكاسبة التي يقول بها جماعة من الجبرية هي كنظرية الحال التي يقول بها المعتزلة ، مما لم يرد فيها تفسير صحيح . حتى قال الشيخ المفيد : ثلاثة أشياء لا تعقل ، وقد اجتهد المتكلمون في تحصيل معانيها من معتقدها بكل حيلة فلم يظفروا منهم إلا بعبارات تتناقض في المعنى على مفهوم الكلام : اتحاد النصرانية وكسب النجارية وأحوال البهشمية [1] . واشتهر من متكلمي الإمامية في هذا الدور جماعة منهم : 1 - زرارة ابن أعين الشيباني من أكابر رجالات الإمامية وثقاتهم ، ومن متكلميهم توفي سنة 150 ه وله من الكتب كتاب الاستطاعة وكتاب الجبر ، وكان إلى ذلك أديبا شاعرا فقيها راويا [2] . ونسب الشهرستاني إليه القول بحدوث علم الله تعالى [3] . 2 - أبو جعفر محمد بن علي بن النعمان الأحول الملقب عند الشيعة بمؤمن الطاق وعند سواهم بشيطان الطاق . وهو من كبار الشيعة في الكلام والمناظرة . كان حاذقا في صناعة الكلام حاضر الجواب سريع الخاطر ، له كتاب المعرفة وكتاب الإمامة وكتاب الرد على المعتزلة وكتاب مجالسه مع أبي حنيفة والمرجئة . ناظر أبا حنيفة كما ناظر زيد بن علي بن الحسين في إمامة
[1] الفصول المختارة ج 2 ص 115 . [2] رجال أبي علي ص 135 . [3] الملل والنحل ج 1 ص 108 .