وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة ، وأما الباطنة فالعقول . يا هشام : إن العاقل ، الذي لا يشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره . يا هشام : من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان هواه على هدم عقله : من أظلم نور فكره بطول أمله ، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه ، وأطفأ عبرته بشهوات نفسه . فكأنما أعان هواه على هدم عقله ، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه . يا هشام : كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك ، وأطعت هواك على غلبة عقلك . . يا هشام : قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف ، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود . يا هشام : إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة ، ولم يرضى بالدون من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم . . يا هشام : لا تمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم . يا هشام : كما تركوا لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا . . يا هشام : إن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ، ولا يعد ما لا يقدر عليه ، ولا يرجو ما يعنف برجائه ، ولا يتقدم على ما يخاف العجز عنه . .