responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هشام بن الحكم نویسنده : الشيخ عبد الله نعمة    جلد : 1  صفحه : 21


لا سيما بين المعتزلة والشيعة ، فإن تأثير كل منهما في الآخر يبدو جليا ، كما نلحظ هذا التشابه بينهما في هذه المسائل .
نفي رؤية الخالق بالأبصار . حدوث القرآن . نفي الجبر عن أفعال العباد . قاعدة اللطف . قاعدة الأصلح . نفي قدم الصفات وأنها عين الذات . مسألة الحسن والقبح العقليين .
العدل . وسوى ذلك .
ومن الطبيعي أن يحدث ذلك التجاوب بينهما في كثير من النظريات ، بعد أن كان كل منهما ينهج منهجا عقليا مجردا ، ويسيران معا في طريق فكري واحد .
وبالرغم من أن الحركة الاعتزالية التي طغت في تلك الآونة على أكثر ما هنالك من نزعات ، لم يقف في وجهها موقف محاسب دقيق إلا الشيعة ، الذين كانوا معهم في نضال عنيف .
ونعرف ذلك من الحوار المستمر والمناظرات الكثيرة بين زعماء الفريقين ، التي تعد من أطرف المناظرات في تاريخ النظر والجدل .
إنه بالرغم من ذلك كله فقد نهج كل منهما المنهج العقلي ، وكانا معا في حلبة واحدة ، يستلهمان العقل ويعرفان حرمته ، وكانتا أكثر الفرق الإسلامية انطلاقا في الميادين الفكرية .
وكما أطلق بعض المستشرقين على المعتزلة ونعتهم بالمفكرين الأحرار ( أو أصحاب المذهب العقلي ) ، كذلك نعت البارون ( كرادفو ) الشيعة بأنهم ( أصحاب الفكر الحر ) [1] .



[1] الحضارة الإسلامية ج 1 ص 127 .

21

نام کتاب : هشام بن الحكم نویسنده : الشيخ عبد الله نعمة    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست