وخالف في ذلك المفيد فإنه اعتبر أمرين وهما الصحة والسلامة [1] . فالاستطاعة خارجة عند هشام عن المستطاع وليست بعضه على ما حكاه عنه الأشعري ، خلافا لما حكاه الشهرستاني عن هشام الجواليقي أنه كان يقول : الاستطاعة بعض المستطاع [2] . وما ذهب إليه هشام هنا مأخوذ من مجموع أحاديث عن الأئمة وهو خلاصة من عدة روايات [3] . ولقد كان موضوع الاستطاعة من المواضيع التي لها شأنها عند متكلمي ذلك العهد ، فقد تشعبت فيها نزعاتهم وكثرت فيها أقوالهم ، وذهبوا فيها يمينا وشمالا . ويشهد على هذه المؤلفات الكثيرة التي وضعت فيها ، فهشام بن الحكم وضع فيها كتابا انظر مؤلفاته رقم ( 21 ) كما ألف فيها تلميذه السكاك والحسن بن موسى النوبختي وسواهم من الشيعة ، ومن المجبرة النجار وحفص الفرد ، ومن الخوارج عبد الله بن يزيد الأباضي صديق هشام . ( 3 ) : الأطفال يذهب هشام بن الحكم إلى أنه " لا يجوز أن يعذب الله سبحانه الأطفال بل هم في الجنة " ( 4 ) ورأيه في حكم الأطفال في
[1] تصحيح الاعتقاد ص 167 . [2] الملل ص 107 . [3] راجع توحيد الصدوق في باب الاستطاعة . ( 4 ) مقالات أنظر ما بين ص 107 إلى 127 .