طريقه وسطي لا يميل فيها إلى أحد الجانبين . فيقول في الإرادة أنها حركة وهي في معناها على حد قوله بالعلم على ما سبق " [1] ويقول في القرآن " أنه على ضربين إن كنت تريد المسموع فقد خلق الله عز وجل الصوت المتقطع ، وهو رسم القرآن ، فأما القرآن فهو فعل الله مثل العلم والحركة لا هو هو ولا غيره " [2] . ويلحظ منه أنه يقول : أن الإرادة حركة ، وهي في معناها على حد قوله في العلم على ما سبق ، وأنه تعالى إذا أراد الشئ تحرك . ثم هو يفسر الحركة فيقول : " إن الحركة فعل والسكون ليس بفعل " [3] . ويتفق معه في هذا القول هشام بن سالم الجواليقي فقد حكى البغدادي عنه أنه " قال هشام بن سالم في إرادة الله تعالى بمثل قول هشام بن الحكم فيها ، وهي أن إرادته حركة ، وهي معنى لا هي الله ولا غيره ، وأن الله إذا أراد شيئا تحرك فكان ما أراد ، ووافقهما أبو مالك الحضرمي وعلي بن ميثم وهما من شيوخ الروافض ، على أن إرادة الله حركة ، غير أنهما قالا أنها غير الله " [4] . وينتج من تفسير هشام بن الحكم للإرادة بالحركة وللحركة بالفعل أن الإرادة فعل بالقياس المنطقي ، ومن الطريف بعد هذا أن يعزى إليه أن الحركة والإرادة جسم كما مر سابقا ،
[1] مقالات الاسلاميين ما بين ص 107 إلى 113 وقارن الملل ص 107 . [2] نفس المصدرين معا . [3] المقالات في الصفحة المذكورة . [4] الفرق ص 43 .