responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور الأفهام في علم الكلام نویسنده : السيد حسن الحسيني اللواساني    جلد : 1  صفحه : 494



* فقد ذكرها أبو كريب ومحمّد بن يحيى الأزدي في أماليهما [ 3 ] ومحمّد بن إسحاق والعمادي في مغازيهما [ 4 ] والنطنزي والبلاذري في تاريخيهما [ 5 ] والثعلبي والواحدي في تفسيريهما [ 6 ] وأحمد ابن حنبل وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما [ 7 ] وأحمد والسمعاني وأبو السعادات في فضائلهم [ 8 ] وأبو نعيم في حليته [ 9 ] والأشنهي في اعتقاده [ 10 ] وأبو بكر البيهقي في دلائل النبوّة [ 11 ] والترمذي في جامعه [ 12 ] وابن ماجة في سننه [ 13 ] وابن بطّة في إبانته من سبع عشرة طريقاً عن جماعة من الصحابة [ 14 ] منهم : ابن عبّاس ، وابن عمر ، وسهل بن سعد ، وسلمة بن الأكوع ، وبريدة الأسلمي ، وعمران بن الحصين ، وابن أبي ليلى ، وأبي سعيد الخدري ، وجابر الأنصاري ، وسعد بن أبي وقّاص ، وأبي هريرة . رواها أيضاً البخاري [ 15 ] ومسلم [ 16 ] والطبري [ 17 ] وغيرهم ، فضلا عمّا روته الإماميّة ( قدس سرهم ) في ذلك . ومجمل الغزوة ولُبّ ما فصّلوا في ذلك : أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمر المسلمين - وهم ألف وأربعمائة مقاتل - أن يحاصروا حصون اليهود السبعة على ثمانية برد من المدينة ، وفيها أربعة عشر ألف من اليهود ، وكانت قد اتّفقت مع حلفائها من غطفان - وهم أربعة آلاف فارس - على مهاجمة المدينة وقتل النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمسلمين ، فحاصرهم المسلمون في أوّل يوم من المحرّم سنة سبع من الهجرة ، وطال الحصار بِضعاً وعشرين ليلة ، واليهود يرمونهم بالنبال والحجارة ، وكان عليٌّ ( عليه السلام ) قد أصابه رمد شديد ، منعه من الحرب ، وضاق على اليهود أمر الحصار ، وكانوا قد حفروا حول الحصون خندقاً عظيماً ، إلى أن خرج منهم ذات يوم جمعٌ يتعرّضون للحرب ، يقدّمهم بَطَلُهم مرحب الخيبري - وكان رجلا غنيّاً ذا صولة شديدة ، ومهابة عظيمة كالجبل العظيم ، طويل القامة ، عظيم الهامة - فخرج من الحصن ، وعبر الخندق بمن معه من الأبطال والشجعان ، معجباً بنفسه ، متبختراً في مشيته ، وقد تترّس على رأسه بحجرين عظيمين ، قد ثقبهما مثل البيضة ، حيث لم يوجد له بيضة تَسَع رأسه لعظمه ، وجعل يهدر كما يهدر البعير ، وكان يعدّ بألف فارس ، ولا يثبت له مبارز ، وعيناه كجمرتي نار يوقد منهما الشرر ، وصوته كالرعد القاصف ، وأخذ يرتجز بقوله : قد علمت خيبر أنّي مرحب * شاكي السلاح بطلٌ مجرّب ولمّا أبصره المسلمون أحجموا بأجمعهم عن جوابه ، وكادت أرواحهم أن تزهق من أبدانهم خوفاً منه ووجلا ، وتتابعت أنفاسهم ، واهتزّت جوانحهم ، وانخلعت أفئدتهم بزئيره ، وهو يطلب النزال ، وينادي هل من مبارز ، وهو كالأسد الغضوب ، وأخذ المسلمون يلوذون بالنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ويتترّسون به ، وهم بين باك وجازع . إلى أن دعا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أبا بكر وعقد له اللواء ، وبعثه إلى النزال في جمع من وجوه المهاجرين ، ولمّا خرج الرجل بمن معه ، وأبصر مرحباً وصولته امتلأ خوفاً وفزعاً ، وجعل يجبن أصحابه ، إلى أن ولّى بهم مدبرين منهزمين ، من غير حرب ولا نزال ، ولمّا رجعوا غضب عليهم النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يؤنّب بعضهم بعضاً ، ويذمّون قائدهم ويلومونه . ثمّ دعا النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عمر بن الخطّاب وناوله الراية ، وأرسله إلى النزال بعد أن أكّد عليه بالثبات وعدم الفرار ، فسار في جمع من المسلمين ، ولم يكن بأسرع من أن تبع صاحبه في الهزيمة ، من غير حرب ولا وقيعة . واستشاط النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليهما غضباً ، وقال : " ما بال أقوام يجبنون أصحابهم ، ويرجعون منهزمين ، أما إنّه ليست هذه الراية لمن حملها ، أما لأُعطينّ الراية غداً رجلا يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، كرّار غير فرّار ، لا يرجع حتّى يفتح الله على يده " ثمّ انصرف النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى محلّه ، ورجع اليهود إلى منازلهم ، وبات المسلمون ليلتهم يدوكون بجملتهم أيّهم يعطى الراية غداً ، وتطاولوا بأجمعهم طمعاً في حمل الراية ، وهم يقولون : أمّا عليّ فقد كفيتموه برمده ، وأنّه لا يبصر سهلا ولا جبلا ، ولا يرى موضع قدمه ، وأقبل ابن الخطّاب يقول : ما أحببت الإمارة حتّى سمعت وعد النبيّ في دفعه الراية لرجل يكون كذا . ولمّا أصبح الصباح تبادروا إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتطاولت أعناقهم ينظرون إلى عينيه ، يؤمّل كلّ منهم أن يعطاها ، فقام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بينهم يدير طرفه يميناً وشمالا ، ثمّ نادى : " أين عليّ بن أبي طالب ؟ " قالوا : أرمد معصَّب العينين ، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " هاتوه إليَّ " فأتوا به يقودونه ، فتلقّاه النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مستبشراً به ، وضمّه إلى صدره ، ثمّ فتح عينيه وبصق فيهما من ريقه الشريف ، فلم يكن بأسرع من أن برئت عيناه كأن لم يصبه شيء . ثمّ ناوله الراية وعمّمه وألبسه بيده الشريفة ثيابه ، ودعا له ، وأمره بالمسير إلى النزال ، فأسرع عليّ ( عليه السلام ) في السير نحو الحصون وحده ، مُهَروِلا راكضاً ، حتّى انتهى إليها ، ورمقته اليهود ، فنزل جمع من فرسانهم وأبطالهم للحرب والنزال ، يقدّمهم أشجعهم مرحب كالجبل المهول ، وهو يرتجز بقوله : قد علمت خيبر أنّي مرحب . . . الخ فتقدّم إليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وهو يرتجز بقوله : أنا الّذي سمّتني أُمّي حيدره * ضرغام آجام ، وليث قسوره عبل [ 18 ] الذراعين شديد القَصَره [ 19 ] * كليث غابات كريه المنظره أكيلُكم بالسيف كيلَ السندَره * أضربُكم ضرباً يُبين الفِقَره وأترُك القرنَ بقاع جزره * أضربُ بالسيف رقابَ الكفرة [ 20 ] إلى آخر أبياته ورجزه . ثمّ حمل ( عليه السلام ) على مرحب بعد أن عرض عليه الإسلام أو الجزية ، وامتنع اللعين عن كليهما ، فهجم عليه كالأسد الباسل ، أو الليث الغضوب ، وضربه بالسيف على أُمّ رأسه ضربةً أدهش بها الفريقين ، وصكّ برنّتها أسماع العسكرين ، وبَرِقت منها برقة أضاءت النيّرين ، فَقدّ بها ما على رأس مرحب من المغفر والحجرين ، وشقّ كلاّ منها نصفين ، حتّى نزل السيف إلى رأسه ، ثمّ إلى أضراسه ، وصرّته إلى دبره ، وشطر كلاّ منها شطرين كاملين ، سقطا يميناً وشمالا على الأرض كقطعتي جبل عظيم . فصرخ أصحابه ، وولّوا منهزمين نحو الحصون ، ينادون : قُتل مرحب قُتل مرحب . ورفع المسلمون أصواتهم بالتكبير ، معجبين بصولة عليّ ( عليه السلام ) مدهوشين من قدرته وشجاعته ، وأنشد فيه شعراؤهم ، وفيهم حسّان بن ثابت ، فأنشأ يقول : وكان عليٌّ أرمدَ العينِ يبتغي * دواءً فلمّا لم يحسَّ مداويا شفاهُ رسول الله منه بتفلة * فبوركَ مرقيّاً وبورك راقيا وقال : سأُعطي الراية اليوم صارماً * كَمِيّاً مُحبّاً للرسولِ مواليا يحبُّ إلهي والإله يُحبُّه * به يفتحُ اللهُ الحصونَ الأوابيا فخصَّ بها دون البريّة كلّها * عليّاً وسمّاه الوزيرَ المؤاخيا [ 21 ] وقال في ذلك أيضاً ابن أبي الحديد الشافعي : ألم تخبر الأخبارَ في فتح خيبر * ففيها لذي اللُبّ المُلبّ أعاجيب وفوزُ عليّ بالعُلى فوزُها به * فكلٌّ إلى كلٍّ مضافُ ومنسوب إلى أن قال : وما أنسَ لا أنسَ اللذَين تقدّما * وفرّهما والفَرُّ قد علما حُوبُ وللراية العظمى وقد ذهبا بها * ملابسُ ذُلّ فوقَها وجَلابيبُ إلى قوله : عذرتكما أنّ الحِمام لمبغَضٌ * وأنّ بقاء النفس للنفس محبوبُ دعا قَصبَ العَلياء يمِلكُها امرؤٌ * بغير أفاعيل الدناءة مقضوبُ يرى أنّ طولَ الحرب والبُؤس راحةٌ * وأنّ دوام السِلم والخَفضِ تعذيبُ جوادٌ على ظهر الجواد وأخشبٌ * تزَلزَلَ منه في النِزالِ الأخاشيبُ [ 22 ] تجلّى لك الجبّار في ملكوته * وللحتفِ تصعيدٌ إليك وتصويبُ وللشمس عينٌ عن عُلاك كليلةٌ * وللدهر قلبٌ خافقٌ عنك مرعوبُ إلى قوله : وأصلَتَ [ 23 ] فيها مرحبُ القوم مِقبضاً [ 24 ] * جرازاً به حبلُ الأمانيّ مقضوبُ فأشربهُ كأس المنيّةِ أحوَسٌ [ 25 ] * من الدم طِعّيمٌ وللدم شرّيبٌ لذاتك تقديس لِرَمسكَ طُهرَةُ * لوجهِك تعظيمٌ لمَجدِكَ ترحيبُ تقيّلتَ أفعالَ الربوبيّة الّتي * عذرتُ بها من شكّ أنّك مَربوبُ وقد قيل في عيسى نظيرك مثله * فخسرٌ لمن عادى عُلاكَ وتتبيبُ عَليكَ سلامُ الله يا خيرَ من مشى * به بازلٌ عبرُ المهامة خُرعُوبُ [ 26 ] ويا عِلّة الدنيا ومِن بَدو خلقها * له وسيتلو البدو في الحشر تعقيب [ 27 ] إلى آخره . ثمّ لمّا انهزم أصحاب مرحب إلى حصونهم ردّوا باب الحصن المحيط وأغلقوه ، ثمّ صعدوا أعلى القموص يرمون عليّاً بالحجارة والسهام ، فثنّى ( عليه السلام ) رجله ووثب كالغزال وعبر كالطير فوق الخندق من جانب البرّ إلى جانب الحصن ، وكان بابه قطعة حجر منقور في صخر كأكبر حجر رحى ، لا يفتحه ولا يسدّه عند الحاجة إلاّ أربعون رجلا قويّاً ، وفي وسطه ثقب خفيف ، فدنا منه عليّ ( عليه السلام ) ورمى القوس من يده ومدّ إصبعيه من اليد اليسرى وأدخلهما في الثقب ، وشدّ بقوّة ملكوتيّة حتّى قلع الباب من أصله بعدما هزّه ، ورجّت الحصون السبع كلّها بهزّه ، فارتفعت أصوات اليهود بالزعقات والعجيج ، وهم بين صارخ ومدهوش وباك ومجروح ، بسقوطهم من أعالي الأماكن والقصور ، وإحداهم صفيّة بنت حيّ بن أخطب رئيس اليهود الّتي أسلمت بعد السبي ، وتزوّج بها النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإنّها سقطت من علا سريرها بتلك الهزّة وشجّ جبينها [ 28 ] وقد أشار ابن أبي الحديد الشافعي إلى تلك الوقعة مخاطباً له ( عليه السلام ) بقوله في قصيدته العينية : يا قالع الباب الّذي عن هزّه * عجزت أكفٌّ أربعون وأربعُ لولا حدُوثك قلتُ إنّك جاعل * الأرواح في الأشباح والمتنزّعُ لي فيك معتقدٌ سأكشف سِرّه * فليَصْغِ أربابُ النُهى وليسمعوا والله لولا حيدر ما كانتِ * الدنيا ولا جمع البريّة مجمعُ بل أنت في يوم القيامة حاكمٌ * بين الأنام وشافعٌ ومشفَّعٌ [ 29 ] إلى آخره . وبالجملة ، بعد ما ضاق الفضاء من صريخ اليهود ، دخل عليّ ( عليه السلام ) مدينتهم ، وقد تترّس بحجر الباب ، وقد رفعه بيده اليسرى فوق رأسه ، وهجم على جموعهم بيمناه كالليث الغضوب ، وهم قد حملوا عليه ( عليه السلام ) بأجمعهم ، رجالهم ونساؤهم ، صغيرهم وكبيرهم ، حملة رجل واحد ، رمياً بالسهام والنيران ، وقذفاً بالأخشاب والأحجار ، وهو يحمل مرّةً عن يمينه ويرتجز بقوله ( عليه السلام ) : أنا عليّ وابن عبد المطّلب * مهذّبٌ ذو سطوة وذو غضب قرن إذا لاقيت قرناً لم أهب * أخو النبيّ المصطفى والمنتجب رسول ربّ العالمين قد غلب * بيّنه ربّ السماء في الكتب إلى قوله ( عليه السلام ) : من بيت عزّ ليس فيه منشعب * وفي يميني صارم يجلو الكرب من يلقني يلق المنايا والعطب * إذ كفّ مثلي بالرؤوس يلتعب أحمي ذماري وأذبّ عن حسب * والموت خير للفتى من الهرب ثمّ يحمل ثانية عن يساره وهو يرتجز بقوله ( عليه السلام ) : أنا عليّ البطل المظفّر * غشمشم القلب بذاك أُذكر وفي يميني للقاء أخضر * يلمع من حافة برق يزهر للضرب والطعن الشديد محضر * مع النبيّ الطاهر المطهّر اختاره الله العليّ الأكبر * اليوم يرضيه ويخزي عنتر ثمّ يهجم عليهم ثالثة مرتجزاً بقوله ( عليه السلام ) : أنا عليّ هازم العساكر * أنا الّذي أضربكم وناصري إله حقّ وله مهاجري * أضربكم بالسيف في المصاغر مع ابن عمّي والسراج الزاهر * حتّى تدينوا للعليّ القاهر ضرب غلام صارم مماهر * ينصرني ربّي خير ناصر آمنت بالله بقلب شاكر * أضرب بالسيف على المغافر ثمّ يحمل عليهم رابعة وهو يقول : ستشهد لي بالكرّ والطعن راية * حباني بها الطهر النبيّ المهذّب وتعلم أنّي في الحروب إذا التظت * بنيرانها الليث الهموس المجرّب ومثلي لاقى الهول في مُفظعاته * وفلّ له الجيش الخميس العطبطب وقد علم الأحياء أنّي زعيمها * وأنّي لدى الحرب العذيق المرجّب [ 30 ] * إلى أن قتل منهم مقتلةً عظيمةً لم يلق منهم فارساً إلاّ طحنه ، ولا بطلا إلاّ ردمه ، ولم يزل يفتح الحصون واحداً بعد واحد بنفسه المقدّسة وحده ، إلى أن سخّرها بأجمعها ، ورجع خارجاً منها ، فتلقّاه النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وضمّه إلى صدره ، وقبّله مستبشراً به ، وبشّره برضا الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عنه ، فبكي ( عليه السلام ) فرحاً بذلك . ثمّ وقف في الخندق ، حاملا للحجر فوق رأسه كالجسر بين حافتي الخندق ، حتّى عبر عليه كافّة المسلمين بأحمالهم ودوابّهم عليه ، من جانب البرّ إلى جانب الحصون ، ثمّ رمى الحجر بيسراه إلى الخلف ، فطار الحجر في الجوّ فوق رؤوس العساكر ، ووقع ورائهم بعيداً عنهم ، مسافة أربعين ذراعاً ، وبعد ذلك اجتمع عليه سبعون نسَمة من الأشدّاء ليحرّكوه ، فلم يقدروا عليه ، وأنشأ بعضهم في ذلك : إن امرءاً حمل الرتاج [ 31 ] بخيبر * يوم اليهود بقدرة لمؤيّد حمل الرتاج رتاج باب قموصها [ 32 ] * والمسلمون وأهل خيبر حُشّد فرمى به ولقد تكلّف رَدَّهُ * سبعون شخصاً كلّهم متشدِّد ردّوه بعد تكلّف ومشقّة * ومقالِ بعضِهم لبعض أُرددوا [ 33 ] وقال الآخر منهم : بَعَثَ النبيُّ براية منصورة * عمر بن حنتمةَ الدُلام الأدلما [ 34 ] فمضى بها حتّى إذا بَرزوا له * دون القموص ثنى وهابَ وأحجَما وأتى النبيّ براية مردودة * هلاّ تَخوَّفَ عارَها فتذمَّما فبكى النبيُّ لها وأنّبَهُ بها * ودعا امرءاً حسنَ البصيرة مُقدِما فغدا بها في فَيلق ودعا له * ألاّ يَصُدّ بها وألاّ يُهزَما فزوى اليهودَ إلى القموص وقد كَسا * كَبشَ الكتيبة ذا غرار [ 35 ] مُخذِما [ 36 ] [ 37 ] وقال الشيخ الأُزري ( قدس سره ) في ذلك : وله يوم خيبر فتكاتُ * كبرت مَنظَراً على من رَءاها يوم قال النبيّ إنّي لأُعطي * رايتي ليثها وحامي حماها فاستطالت أعناق كلّ فريق * ليَرَوا أيّ ماجد يعطاها فدعا أين وارث العلم والحلم * مجير الأنام من بأساها أين ذو النجدة الّذي لو دعته * في الثريّا مروعة لبّاها فأتاه الوصيّ أرمد عين * فسقاها من ريقه وشفاها ومضى يطلب الصفوف فولّت * عنه علماً بأنّه أمضاها وبرى مَرحباً بكفّ اقتدار * أقوياء الأقدار من ضعفاها ورمى بابها بقوّة بأس * لو حَمتها الأفلاك منه رماها ( 1 ) المناقب ( لابن شهرآشوب ) 2 : 294 في نواقض العادات منه ، وحلية الأبرار ( البحراني ) 2 : 170 . ( 2 ) انظر الصراط المستقيم ( الآملي ) 2 : 6 ، وفيه : عن بعض الصحابة ، بحار الأنوار 41 : 280 . [ 3 ] حكاه عنهما ابن شهر آشوب في المناقب 3 : 127 . [ 4 ] انظر المناقب ( لابن شهر آشوب ) 3 : 127 في مقامه ( عليه السلام ) في غزاة خيبر . [ 5 ] حكاه عن النطنزي في المناقب ( لابن شهر آشوب ) 3 : 127 ، أنساب الأشراف 6 : 355 . [ 6 ] تفسير الثعلبي 8 : 15 ، حكاه عن الواحدي ابن شهرآشوب في المناقب 3 : 127 . [ 7 ] مسند أحمد 1 : 99 وج 4 : 52 وج 5 : 333 وص 358 ، مسند أبي يعلى 1 : 183 / 349 . [ 8 ] فضائل الصحابة ( لأحمد ) 604 / 1034 ، وحكاه عن السمعاني وأبي السعادات ابن شهرآشوب في المناقب 3 : 127 . [ 9 ] حلية الأولياء 1 : 62 . [ 10 و 11 و 14 ] حكاه عنهما ابن شهرآشوب في المناقب 3 : 127 في مقامه ( عليه السلام ) في غزاة خيبر . [ 12 ] سنن الترمذي 5 : 301 / 3808 . [ 13 ] سنن ابن ماجة 1 : 45 / 121 . [ 15 ] صحيح البخاري 5 : 171 ، غزوة خيبر . [ 16 ] صحيح مسلم 4 : 1871 / 2404 باب فضائل الصحابة . [ 17 ] تاريخ الطبري 2 : 300 . [ 18 ] العبل : الضخم من كلّ شيء . [ 19 ] القصرة بالتحريك : أصل العنق . [ 20 ] ديوان الإمام عليّ ( عليه السلام ) : 286 / 212 . [ 21 ] والّذي يظهر للباحث أنّ حسّاناً أكمل أبياته في يوم الغدير قصيدةً ضمّنها نبذاً من مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فكلٌّ أخذ شطراً يناسب موضوعه . وروى بعض هذه الأبيات عن حسّان بن ثابت الحافظ الگنجي الشافعي في كفايته : 64 الباب الأوّل ، وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة : 38 ، ولتسهيل الخطب انظر الغدير ( الأميني ) 2 : 34 فما بعد ، وشعراء الغدير 1 : 48 و 49 . [ 22 ] الأخاشيب : الجبال . [ 23 ] أصلَتَ : سلّ . [ 24 ] القضب : السيف القاطع وكذا الجراز ، المقضوب : المقطوع . [ 25 ] الأحوس : الّذي لا يهوله شيء ، والمراد به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . [ 26 ] الخرعوب : الطويل الحسن الخلق . [ 27 ] القصائد السبع العلويات ( مع شرح للسيّد محمّد صاحب المدارك ) : القصيدة الأُولى وأشار إليه في شرح نهج البلاغة 8 : 289 . [ 28 ] الخرائج والجرائح 1 : 159 / 249 ، بحار الأنوار 21 : 28 . [ 29 ] القصائد السبع العلويّات ( مع شرحها للسيّد محمّد صاحب المدارك ) : القصيدة السادسة . [ 30 ] ديوان الإمام عليّ ( عليه السلام ) : 114 / 63 . [ 31 ] الرتاج : الباب العظيم ، لسان العرب 2 : 279 ( رتج ) . [ 32 ] القموص : جبل بخيبر عليه حصن أبي الحقيق اليهودي ( معجم البلدان 4 : 398 ) . [ 33 ] الإرشاد ( للمفيد ) 1 : 129 . [ 34 ] الدلمة : اللون الأسود ، الصحاح 5 : 1920 ( دلم ) . [ 35 ] الغرار : حدُّ السيف والرمح والسهم ، لسان العرب 5 : 16 ( غرر ) . [ 36 ] المخذم : السيف القاطع ، الصحاح 5 : 1910 ( خذم ) . [ 37 ] انظر الإرشاد ( للمفيد ) 1 : 130 ، نهج الإيمان ( لابن جبر ) : 325 .

494

نام کتاب : نور الأفهام في علم الكلام نویسنده : السيد حسن الحسيني اللواساني    جلد : 1  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست