responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور الأفهام في علم الكلام نویسنده : السيد حسن الحسيني اللواساني    جلد : 1  صفحه : 261



( * ) قال أبو الحسن المصري ومحمود الخوارزميّ إنّ تشبيه الجبريّة بالمجوس في كلامه ( عليه السلام ) من وجوه أربعة : أحدها : أنّ المجوس اختصّوا بمقالات سخيفة واعتقادات واهية معلومة البطلان وكذلك الجبرية . ثانيها : أنّ المجوس قالوا : إنّ الله يخلق الفعل ثمّ يتبّرأ منه كما خلق إبليس ثمّ تبّرأ منه ، وكذلك الجبرية قالوا إنّ الله يفعل القبائح ثمّ يتبّرأ منها . ثالثها : قال المجوس : إنّ نكاح الأخوات والأُمّهات إنّما هو بقضاء الله وقدره وإرادته وقد وافقهم الجبرية على ذلك وصدقوهم في مقالتهم تلك . رابعها : قالت المجوس : إنّ القادر على الخير لا يقدر على الشرّ وبالعكس ، وكذا الجبرية حيث قالوا : إنّ القدرة علّة موجبة للفعل مقارنة له غير متقدّمة عليه . ومعنى ذلك أنّ القادر على الخير لا يقدر على ضدّه ، وكذا العكس انتهى . وقد تقدّم في البحث الأوّل بعض ما أُنشئ نظماً في نقد الجبر " سألت المخنّث " إلى آخره . وقد حكي في ذلك حكايات لطيفة . منها : أنّ سلام القارئ صعد ذات يوم المأذنة وأشرف منها على داره فرأى غلاماً يفجر بجاريته ، فنزل إليهما مسرعاً ، ولما انتهى إلى الغلام وهمّ بضربه صرخ الغلام وقال : يا سيّدي القضاء والقدر ساقانا ، فأفحم سلام واستبشر بكلام الغلام ، وأنعم عليه وقال له : لعلمك بالقضاء والقدر أحبّ شيء إليَّ ثمّ أطلقه مكرماً . ومنها : ما حكى عن شيخ إصبهان من أنّه رأى رجلا يفجر بزوجته ، فتقدّم إليهما مغضباً لينتقم منهما ، فصرخت عليه المرأة وقالت : القضاء والقدر ، فقال لها : يا عدوّة الله تزنين ثمّ تعتذرين بمثل هذا ، فقالت له أُوه تركت السنّة وأخذت مذهب ابن عبّاد الرافضي ، فسكن غضب الشيخ وامتنع عن ضربها واستبشر بكلامها ، ثمّ عانقها وقبّلها واعتذر إليها من غضبه وأكرمها بهدية فاخرة كفّارة عن ذلك . ومنها : ما جرى بين عدليٍّ وجبريٍّ من محاججة طويلة إلى أن قال العدلي : فما معنى قوله تعالى : ( وما منع الناس أن يؤمنوا ) قال الجبري : لا معنى له ، لأنّه هو المانع لهم عن ذلك ، قال العدلي : وما معنى قوله سبحانه : ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأنتم ) فقال الجبري : قد فعل هو بهم ذلك ، ثمّ عذّبهم من غير ذنب ، ولا معنى لهذه الآيات . قال العدلي : فهذا ردّ للكتاب ، فنهض الجبري مغضباً وقال : أيش أصنع إذا كان هو المذهب ، إلى غير ذلك من حكايات مضحكة أو مدهشة . فيا قبح ذا الإسلام من بعد حسنه * إذا كان هذا مذهباً منه يتبع منه عفي عنه . ( 1 ) الحجر : 66 . . ( 2 ) النمل : 57 . ( 3 ) معجم مقاييس اللغة 5 : 99 .

261

نام کتاب : نور الأفهام في علم الكلام نویسنده : السيد حسن الحسيني اللواساني    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست