نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 99
ثم يعاقبه على طوله ، ويخلقه أكمه ، ويعذبه على ذلك ، ولا يخلق له قدرة على الطيران إلى السماء ، ثم يعذبه بأنواع العذاب بأنه لم يطر . فلينظر العاقل المنصف من نفسه ، التارك للهوى ، هل يجوز أن ينسب ربه عز وجل إلى هذه الأفعال ؟ مع أن الواحد منا لو قال : إنك تحبس عبدك ، وتعذبه على عدم خروجه في حوائجك لقابل بالتكذيب ، وتبرأ من هذا الفعل ، فكيف يجوز أن ينسب إلى ربه ما يتنزه هو عنه ؟ . . امتناع تكليف ما لا يطاق المطلب الثامن : في امتناع تكليف ما لا يطاق . قالت الإمامية : إن الله تعالى يستحيل عليه من حيث الحكمة : أن يكلف العبد ما لا قدرة له عليه ، ولا طاقة له به ، وأن يطلب منه فعل ما يعجز عنه ، ويمتنع منه ، فلا يجوز له أن يكلف الزمن الطيران إلى السماء ، ولا الجمع بين الضدين ، ولا كونه في المشرق حال كونه في المغرب ، ولا إحياء الموتى ، ولا إعادة آدم ونوحا عليهما السلام ، ولا إعادة أمس الماضي ، ولا إدخال جبل قاف في خرم الإبرة ، ولا شرب ماء دجلة في جرعة واحدة ، ولا إنزال الشمس والقمر إلى الأرض ، إلى غير ذلك من المحالات الممتنعة لذاتها . وذهبت الأشاعرة : إلى أن الله تعالى لم يكلف العبد إلا ما لا يطاق ، ولا يتمكن من فعله [1] ، . فخالفوا المعقول الدال على قبح ذلك . والمنقول ، وهو المتواتر من الكتاب العزيز ، قال الله تعالى : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " [2] ،
[1] الملل والنحل ج 1 ص 96 ، والتفسير الكبير ج 7 ص 140 ، وروح المعاني ج 7 ص 60 . [2] البقرة : 286 .
99
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 99