نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 100
" وما ربك بظلام للعبيد " [1] و " لا ظلم اليوم " [2] ، و " لا يظلم ربك أحدا " [3] . . والظلم هو إضرار غير المستحق ، وأي إضرار أعظم من هذا ، مع أنه غير مستحق ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . إرادة النبي موافقة لإرادة الله المطلب التاسع : في أن إرادة النبي صلى الله عليه وآله موافقة لإرادة الله تعالى . ذهبت الإمامية إلى أن النبي ( ع ) يريد ما يريده الله تعالى ، ويكره ما يكرهه ، وأنه لا يخالفه في الإرادة والكراهة . وذهبت الأشاعرة إلى خلاف ذلك ، وأن النبي صلى الله عليه وآله يريد ما يكرهه الله تعالى [4] ويكره ما يريده ، لأن الله تعالى أراد من الكافر الكفر ، ومن العاصي العصيان ، ومن الفاسق الفسوق ، ومن الفاجر الفجور . والنبي صلى الله عليه وآله أراد منهم الطاعات ، فخالفوا بين مراد الله تعالى وبين مراد النبي صلى الله عليه وآله وأن الله كره من الفاسق الطاعة ، ومن الكافر الإيمان ، والنبي أرادهما منهما ، فخالفوا بين كراهته تعالى ، وكراهة النبي ، نعوذ بالله تعالى من مذهب يؤدي إلى القول بأن مراد النبي يخالف [5] مراد الله تعالى ، وأن الله تعالى لا يريد من الطاعات ما يريده أنبياؤه ، بل يريد ما أرادته الشياطين : من المعاصي ، وأنواع الفواحش والفساد ! .
[1] فصلت 46 . [2] غافر : 17 . [3] الكهف : 49 . [4] راجع : الفصل في الملل والأهواء والنحل ، لابن حزم ج 3 ص 52 ، وما بعدها ، . و 142 ، وما بعدها . . . [5] أقول : هذه كلمة من أركان المذهب الأشعري ، وهم يستندون إليها في أكثر مسائلهم الاعتقادية .
100
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 100